يريد زوكربيرج نظام ذكاء اصطناعي لمكافحة الحسابات المزيفة والأخبار المزيفة وإساءة استخدام خصوصية المستخدم. ربما يكون قد غفل عن حقيقة أن المحتوى الذي نشرته شركة كامبريدج أناليتيكا تم توزيعه على المستخدمين من خلال خوارزمية فيسبوك.
في يومي 10 و11 أبريل/نيسان، واجه الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، السيد زوكربيرج، جولتين من المعارك في مبنى الكابيتول.
قبل ذلك، جمعت شركة كامبريدج أناليتيكا البيانات الشخصية لأكثر من 78 مليون مستخدم لفيسبوك دون موافقتهم واستخدمتها لبناء نماذج لتحليل التفضيلات السياسية للمستخدمين. تم استخدام النموذج لتقديم محتوى سياسي دقيق للناخبين خلال الانتخابات الأمريكية عام 2016. ولتحقيق هذه الغاية، أطلق مجلس الشيوخ ومجلس النواب جلسات استماع ضد مارك زاركبيرج.
خلال هاتين الجلستين، اضطر زوكربيرج إلى شرح سياسة الخصوصية الخاصة بفيسبوك، وموقفه الاحتكاري، وعواقب حادثة "كامبريدج أناليتيكا". إن تكرار ذكر الذكاء الاصطناعي أمر مثير للاهتمام.
جلسة استماع أم مؤتمر استراتيجية الذكاء الاصطناعي لفيسبوك؟
وفي مناقشته، استخدم فيسبوك الذكاء الاصطناعي في سيناريوهات متعددة لتدفق المحتوى والمعلومات، مثل:
لقد طورنا أدوات ذكاء اصطناعي جديدة قادرة على كشف الحسابات المزيفة التي تحاول التدخل في الانتخابات أو نشر معلومات كاذبة. وفي ثلاث انتخابات، حذفنا على الفور عشرات الآلاف من الحسابات المزيفة لمنعها من التسبب في مزيد من التدخل (في الانتخابات).
إذا وجد أي مستخدم على المنصة محتوىً ينتهك شروط المجتمع، فسيبلغنا به، وسنراجعه. نعمل حاليًا على تطوير واستخدام المزيد من أدوات الذكاء الاصطناعي لتحديد سلوكيات المستخدمين الضارة بشكل استباقي وإبلاغ فريقنا بها.
بينما نجلس هنا، تُحدَّد 99% من المحتوى المتعلق بتنظيمي داعش والقاعدة على فيسبوك وتُزال بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي قبل أن يراها أحد. يعمل الذكاء الاصطناعي بشكل استباقي على حماية المنصة.
أصبح من أهم أولوياتنا تحديد ما إذا كانت جهات خارجية تحاول التأثير على الانتخابات، وسنعمل على منع تكرار ذلك. لقد بذلنا جهودًا كبيرة، لا سيما باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
لو لم تكن هناك أسئلة حادة متكررة أو نكاتا مضحكة من السيناتور، لكان هذا المؤتمر بمثابة إطلاق منتج الذكاء الاصطناعي لشركة فيسبوك. ناهيك عن أن سعر سهم فيسبوك ارتفع بنحو 8% خلال الجلستين.
عدم الثقة في فيسبوك وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
ومع ذلك، فإن مخاوف المشرعين بشأن سياسات خصوصية البيانات الخاصة بفيسبوك تظل أكبر بكثير من المخاوف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. من الواضح أنه إذا كان الذكاء الاصطناعي الخاص بفيسبوك يعمل حقًا، فلن يحتاج زوكربيرج إلى الجلوس هنا في جلسة استماع اليوم. قبل شهرين، عندما تساءل الكونجرس الأمريكي عن الأخبار الكاذبة، أصر فيسبوك على أن بيانات مستخدميه لم يتم اختلاسها على الإطلاق. أين كان الذكاء الاصطناعي في ذلك الوقت؟
وهذا ينطوي على سؤال مهم للغاية: ما هو الذكاء الاصطناعي بالضبط؟
تم اختصار الذكاء الاصطناعي العام إلى AGI لتمييزه عن هياكل الذكاء الاصطناعي الحالية. يبدو أن أي نظام برمجي يستخدم الشبكات العصبية، أو خوارزميات التعلم الآلي الكلاسيكية، أو حتى البحث النصي، يمكن أن يسمى الذكاء الاصطناعي.
ولا تنسوا أنه بعد أن درست شركة كامبريدج أناليتيكا بيانات الناخبين، استخدمت خوارزمية تدفق المعلومات وخوارزمية توصية الإعلانات على فيسبوك لتقديم محتواها السياسي وإعلاناتها الأصلية إلى الناخبين المعنيين.
وعندما أثار بعض المشرعين آراء مماثلة أو أعربوا عن تفضيلهم لتنظيم أكثر صرامة لفيسبوك، صرح زوكربيرج على مضض أنهم سوف يوظفون 20 ألف مراجع للمعلومات لإجراء الرقابة الذاتية بحلول نهاية هذا العام. أعرب مستخدمو الإنترنت الصينيون على الجانب الآخر من المحيط عن شعورهم بأنهم رأوا هذا التصريح من قبل.
لماذا لا نزال بحاجة إلى 20 ألف مراجع للمعلومات عندما نمتلك الذكاء الاصطناعي؟ وقال زوكربيرج:"إذا أردنا الاعتماد بشكل كامل على أدوات الذكاء الاصطناعي لمراجعة المحتوى، فمن المحتمل أن يستغرق الأمر أكثر من خمس سنوات."
ماذا؟ هل سيتم التحكم في آراء الناخبين بشكل كامل بواسطة الذكاء الاصطناعي والخوارزميات خلال خمس سنوات؟ ويبدو أن السيد زوكربيرج من فيسبوك لا يزال لا يفهم ما يعنيه "شرنقة المعلومات"، وأن حوادث مثل "كامبريدج أناليتيكا" ستستمر في الحدوث في المستقبل.
دعونا ننتظر ونرى.
مقالات تاريخية (انقر على الصورة للقراءة)
لماذا يوم 24 أكتوبر هو يوم المبرمجين؟ 》
"هذه الورقة سامة!" 》
"كيف تشرح الذكاء الاصطناعي لأقاربك وأصدقائك؟ 》
