ليفت تتعاون مع بايدو الصينية لتشغيل خدمة تاكسي ذاتي في أوروبا العام المقبل

أعلنت شركة ليفت الأمريكية لخدمات النقل عبر التطبيقات، يوم الاثنين، عن شراكة استراتيجية مع شركة بياو دو الصينية، العملاقة في مجال البحث والذكاء الاصطناعي، لبدء تشغيل خدمة تاكسيات ذاتية القيادة في أوروبا ابتداءً من العام المقبل. ويُعد هذا التحالف خطوة تاريخية لشركة بياو دو، التي تُعتبر أول شركة صينية تدخل سوق التاكسيات الذاتية في القارة الأوروبية، حيث تسعى من خلالها إلى توسيع نطاق تأثيرها في مجال المركبات المستقلة. وستعتمد الشراكة على تقنيات القيادة الذاتية المتطورة التي طوّرتها بياو دو، خاصة من خلال مشروع "أبلي" (Apollo Go)، الذي يُعد أحد أبرز مبادرات الشركة في مجال النقل الذكي. وستُستخدم هذه التقنيات في تجهيز مركبات ليفت بحسب متطلبات التشغيل في أوروبا، مع ضمان الامتثال للمعايير الأمنية والتنظيمية الصارمة في المنطقة. يُتوقع أن تبدأ عمليات التشغيل التجريبي في بعض المدن الأوروبية الكبرى، قبل التوسع التدريجي إلى مناطق أخرى، مع التركيز في البداية على المناطق الحضرية ذات الكثافة العالية والبنية التحتية المتطورة. وتأمل ليفت في استخدام هذه الخدمة كمصدر جديد للإيرادات، وتعزيز مكانتها في سوق النقل الذكي، بينما تسعى بياو دو إلى التوسع العالمي لتقنياتها، وتعزيز مصداقيتها كرائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي والقيادة الذاتية. وتأتي هذه الخطوة في سياق تنافس متزايد بين الشركات التقنية والناقلات حول العالم لتقديم حلول نقل مستقبلية، حيث تشهد أوروبا تدريجياً تبنياً أكبر للمركبات ذاتية القيادة، بدعم من سياسات حكومية داعمة وبنية تحتية تكنولوجية متقدمة. ورغم التحديات المتعلقة بالتنظيم، والثقة العامة، والسلامة، فإن الشراكة بين ليفت وبياو دو تمثل نموذجاً مهماً للتعاون الدولي في مجال التكنولوجيا الحيوية. ومن المتوقع أن يُحدث هذا المشروع تأثيراً كبيراً على صناعة النقل في أوروبا، ليس فقط من حيث التحول الرقمي، بل أيضاً من حيث تقليل الاعتماد على القيادة البشرية، وتحسين كفاءة النقل، وتقليل الانبعاثات. كما قد يُسهم في جذب استثمارات جديدة إلى قطاع النقل الذكي، ودفع عجلة الابتكار في المنطقة. يُذكر أن ليفت، التي تُعاني من ضغوط مالية وتنافس شديد من منافسيها مثل أوبر، تسعى إلى تنويع مصادر دخلها، وتعزيز مكانتها في سوق النقل المستقبلي. أما بياو دو، فهي تُعد واحدة من أبرز الشركات الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي، وتُبقي على مشاريع مماثلة في الصين، حيث تعمل على تطوير شبكات نقل ذكية في مدن مثل بكين وشانغهاي.