كشف التزييف العميق دون رؤية أي شيء

تُعد هجمات الدايفيك (Deepfake)، وهي التلاعب الخبيث في الوسائط التي تحتوي على أشخاص، مصدر قلق كبير للمجتمع. تعتمد الطرق التقليدية للكشف عن الدايفيك على تدريب تصنيفات مراقبة لتمييز الوسائط الحقيقية عن الدايفيك التي تم رؤيتها سابقًا. لكن هذه الأساليب قادرة فقط على اكتشاف الدايفيك المماثلة لما سبق رؤيته، ولا يمكنها اكتشاف هجمات من نوع "صفر يوم" (Zero-day) أي الهجمات غير المسبوقة. وبما أن تقنيات إنشاء الدايفيك تتطور بسرعة مذهلة حاليًا، فإن هجمات جديدة تُقترح باستمرار، مما يجعل هذه المسألة مشكلة رئيسية. ونستنتج من ملاحظاتنا الرئيسية ما يلي:أولًا، في العديد من هجمات الدايفيك الفعّالة، يجب أن ترافق الوسائط المزيفة بحقائق كاذبة، أي ادعاءات حول هوية الشخص أو كلامه أو حركته أو مظهره. على سبيل المثال، عند تقليد أوباما، يدعي المهاجم صراحة أو ضمنًا أن الوسائط المزيفة تُظهر أوباما.ثانيًا، لا تتمكن التقنيات التوليدية الحالية من توليد الحقائق الكاذبة التي يدعيها المهاجم بشكل مثالي.وبناءً على ذلك، نُقدّم مفهوم "التحقق من الحقائق" (Fact checking)، المُستوحى من منهجيات كشف الأخبار الزائفة، بهدف الكشف عن هجمات الدايفيك من نوع صفر يوم. ويتمثل التحقق من الحقائق في التأكد من توافق الحقائق المُدّعاة (مثل: الهوية هي أوباما) مع الوسائط المُلاحظة (مثل: هل الوجه فعلاً لـ أوباما؟)، وبالتالي يمكنه التمييز بين الوسائط الحقيقية والوهمية.وبالتالي، نقدّم أداة تُسمى FACTOR، وهي وصفة عملية للتحقق من الحقائق في الدايفيك، ونُظهر قوتها في سياقات هجمات حرجة مثل تبديل الوجوه والتركيب الصوتي-البصري. وعلى الرغم من أن الأداة لا تتطلب تدريبًا، وتستند حصريًا إلى ميزات جاهزة (off-the-shelf)، وسهلة التنفيذ للغاية، ولا ترى أي دايفيك من قبل، فإنها تحقق دقة أفضل من أفضل النماذج الحالية في المجال.