هل تجرؤ على أن توكل حياتك إلى آلة؟

بقلم سوبر نيرو
في أحد الأيام، تستيقظ من الغيبوبة لتجد نفسك مستلقيًا في غرفة العمليات ولا يوجد أحد حولك.
ألا يبدو هذا وكأنه مشهد من فيلم خيال علمي؟ ولكنك تجد أن سبب الفراغ ليس عدم وجود الأطباء، بل عدم وجود الأطباء بعد الآن.
الكمبيوتر الموجود بجوار السرير قيد التشغيل، والذراع الآلي يعمل، والعملية الجراحية الخاصة بك لا تزال جارية. هل يبدو الأمر مثل فيلم رعب إلى حد ما؟
ربما يأتي هذا اليوم قريبًا حقًا.
القصة التي أشاركها اليوم ليست متقدمة إلى هذا الحد.

ما نقدمه هو حالة حقيقية تعزز تدخل الذكاء الاصطناعي في الرعاية الطبية.
كورتي هي شركة ذكاء اصطناعي من الدنمارك. لقد قاموا مؤخرا بتطوير برنامج مصمم خصيصا لتحديد ما إذا كان المتصل بالطوارئ يعاني من سكتة قلبية.
وقد تم بالفعل استخدام هذا النظام في كوبنهاجن، ومن المقرر إطلاقه في أوروبا هذا العام بالشراكة مع EENA (رابطة أرقام الطوارئ الأوروبية).
الطب هو علم تجريبي
طورت شركة كورتي هذا البرنامج القائم على الذكاء الاصطناعي لمساعدة مشغلي مكالمات الطوارئ في تحديد أعراض السكتة القلبية ومساعدة المشغلين في إصدار الأحكام بشأن حالات الطوارئ.
باستخدام نظام التعلم العميق، يمكن لهذا البرنامج مساعدة المشغلين بشكل فعال في اتخاذ القرارات الحاسمة في اللحظات الحرجة. تمامًا مثل مساعديهم الشخصيين، يحدد المشغل ما إذا كانت الحالة عبارة عن سكتة قلبية عن طريق سؤال المريض عن الأعراض التي يعاني منها في ذلك الوقت، ثم يقرر ما إذا كان العلاج الطارئ مطلوبًا أم لا.

وقال مسؤول في شركة كورتي إن البرنامج يتمتع بمعدل دقة مرتفع في الاختبارات السابقة ويمكنه الكشف بسرعة أكبر عما إذا كان المريض يعاني من سكتة قلبية.
في دراسة أُجريت في كوبنهاغن على قاعدة بيانات تضم 161,650 مكالمة طوارئ تاريخية، تمكّن البرنامج من تحديد أعراض السكتة القلبية بدقة أكثر من 93 مرة من أصل 10، بينما تمكّن العاملون من تحديدها بدقة أقل من 73 مرة من أصل 10. علاوة على ذلك، يتميز البرنامج بسرعة أكبر في التعرّف على الأعراض، حيث يؤكدها في غضون 48 ثانية، بينما يتطلب العمل اليدوي 79 ثانية على الأقل.
إذن ما الذي تتردد فيه؟
استخدمه مبكرًا واستمتع به مبكرًا.
ويتم استخدام البرنامج حاليًا في كوبنهاجن، ومن المتوقع نشره في أوروبا هذا العام بالتعاون مع EENA (رابطة أرقام الطوارئ الأوروبية).
مثل معظم برامج التعلم العميق، يستخدم هذا البرنامج خوارزميات لتمشيط كميات كبيرة من البيانات المعروفة للتعلم من تلقاء نفسه، ويؤكد ما إذا كان المريض يعاني من سكتة قلبية من خلال مقارنة المعلومات من مكالمات الطوارئ. وبالتالي، فإنه سيكون غير كاف إلى حد ما.
على سبيل المثال، بعض الكلمات الرئيسية التي لم تظهر في قاعدة البيانات، أو إيقاع تنفس المتصل، سوف تؤثر على النتائج. ومع ذلك، فإن هذه الظروف الخاصة لا يمكن تجنبها، وحتى المشغلين ذوي الخبرة أو المتخصصين الطبيين قد يتأثرون إذا لم يسبق لهم مقابلة المريض.
ومع ذلك، يعتقد كورتي أنه مع تحسن التكنولوجيا، سوف يكون البرنامج قادراً على اتخاذ قرارات أفضل، وقد ثبت بالفعل في كوبنهاجن أنه يمكن وضعه موضع الاستخدام العملي.
هل توكل حياتك إلى برنامج فقط؟
ويبدو أن كورتي نجح، ولكن لا تزال هناك بعض القضايا التي تحتاج إلى حل. على سبيل المثال، في الدراسة المذكورة أعلاه والتي أجريت على 161,650 مكالمة طوارئ، لم يتم الكشف عن عدد المرات التي ارتكب فيها البرنامج أخطاء في تحديد السكتة القلبية. وقال المدير التقني لشركة كورتي، لارس مالو، إنه على الرغم من أن البيانات التفصيلية لا تزال قيد المعالجة، فإن معدل الخطأ في البرنامج لن يكون مرتفعًا للغاية وربما يكون أقل من العمل اليدوي.
وهناك مشكلة أخرى مثيرة للقلق وهي أن برنامج كورتي لا يستطيع أن يشرح للمتخصصين في المجال الطبي كيفية اتخاذ القرارات. وفي هذا الصدد، قال مالو إنه بسبب تأثير بعض الكلمات الرئيسية، قد يرتكب برنامج كورتي أخطاء في الحكم، ولكن هذه الأخطاء تقع ضمن النطاق المقبول.

فهل يجب علينا أن نعهد بحياتنا إليه؟
يعتمد الأمر كله على مدى استعدادك للثقة في الجهاز.
لو كنت مكانهم، كنت سأقبل بهم، ولكن بالطبع كلما تأخر كان ذلك أفضل.