مشروع "التعرف على وجوه الأسماك بالذكاء الاصطناعي" في اليابان يتعرف على 100 وجه سمكة في الدقيقة

دخل مشروع فرز الأسماك بالذكاء الاصطناعي الياباني مؤخرًا المرحلة التجريبية. ومن المأمول أن يؤدي هذا إلى تحسين الوضع الاجتماعي في ظل الشيخوخة ونقص القوى العاملة في مجال صيد الأسماك في اليابان.
وباعتبارها دولة جزرية، فإن الموقع الجغرافي الفريد لليابان جعل شعبها يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأسماك منذ العصور القديمة، حتى أنه شكل "ثقافة الأسماك" الخاصة به. ولذلك، تعد اليابان ممثلاً دولياً في مجال تربية الأسماك وصيد الأسماك وتناولها.
ومع ذلك، واجهت صناعة صيد الأسماك في اليابان في السنوات الأخيرة ضغوطاً بسبب شيخوخة القوى العاملة ونقصها. ولتحقيق هذه الغاية، تعمل الإدارات المعنية على تعزيز العمليات الآلية في صناعة صيد الأسماك لسد فجوة العمالة في الوقت المناسب.
الذكاء الاصطناعي يتعرف على الأسماك من خلال النظر إلى الصور ويمكنه اصطياد 100 سمكة في الدقيقة
وراء كل سمكة بحرية لذيذة على المائدة يكمن العمل الجاد للصيادين. في كل مرة يخرجون إلى البحر، لا يكون الصيادون مسؤولين فقط عن اصطياد المأكولات البحرية على متن السفينة، بل يتعين عليهم أيضًا فرزها وشطفها وتبريدها في أقصر وقت ممكن لضمان نضارة الصيد.
إن إلحاح الوقت في كثير من الأحيان يعني أنهم لا يستطيعون أخذ الظروف الجوية في الاعتبار، وبالتالي فإن العمل تحت أشعة الشمس الحارقة أو في المطر أمر شائع.

يعد الصيد مهنة شاقة أصبحت أقل جاذبية للشباب. لقد أصبح شيخوخة السكان ونقص العمالة من العوامل الرئيسية التي تحد من تنمية الثروة السمكية في اليابان.
أطلقت مدينة هاشينوهي في محافظة أوموري باليابان مؤخرًا تجربة غير مسبوقة باستخدام معدات مزودة بأنظمة الذكاء الاصطناعي والكاميرات لتصنيف الأسماك الحية التي يتم اصطيادها تلقائيًا بدلاً من الصيادين.

تم إطلاق هذا المشروع في عام 2018. استثمرت وزارة الزراعة والغابات ومصايد الأسماك في اليابان 130 مليون ين (حوالي 8.127 مليون يوان صيني) وكلفت بشكل مشترك معهد أبحاث الأغذية في مركز التكنولوجيا الصناعية بمحافظة أوموري ووكالة أبحاث وتعليم مصايد الأسماك اليابانية بإجراء البحث والتطوير.
قام فريق البحث بشراء وتحسين جهاز صنعته شركة نيريكو في طوكيو، ثم قاموا بتدريب نظام التعلم الآلي على الجهاز باستخدام سمك السلمون والماكريل (المعروف أيضًا باسم السمك الأزرق) والرنجة كعينات تعليمية.تتضمن بيانات التدريب: الحجم والشكل والسمنة واللون والبيانات الأخرى لكل سمكة.

في الوقت الحالي،يمكن للجهاز فرز ما يصل إلى 100 سمكة في الدقيقة ويمكنه التمييز بين حوالي 40 نوعًا من الأسماك بدقة 90%.
وبحسب الخطة، ستستمر تجربة الاختبار هذه حتى شهر مارس/آذار من هذا العام، وسيتم جمع المزيد من بيانات الأسماك بشكل مستمر لتحسين دقة نظام الذكاء الاصطناعي.
من الفيديو الرسمي، يمكننا أن نرى أن مهارات "الصيد" لدى الذكاء الاصطناعي أصبحت متطورة للغاية. يتم التعرف على الأسماك التي تمر عبر الحزام الناقل بدقة وإرسالها إلى صناديق التعبئة والتغليف المناسبة، ويقع على عاتق الصيادين مسؤولية الإشراف فقط.
هل تعاني دولة صيد الأسماك الكبرى من نقص في السكان؟ حول الذكاء الاصطناعي
في العالم، ربما لا يستطيع أحد أن يأكل ويحب أكل السمك أكثر من اليابانيين.
لقد كان حجم صيد الأسماك في اليابان دائمًا من بين أعلى المعدلات في العالم، كما أنها واحدة من أكبر مستهلكي المأكولات البحرية في العالم. فترة الذروة،ويستهلك العالم 7.5 مليار طن من الأسماك سنويا، وهو ما يمثل نحو 10% من صيد العالم، وهو ما يعادل أكثر من 35 كيلوغراما من الأسماك للشخص الواحد سنويا.

وبالإضافة إلى ذلك، ونتيجة لأسباب جغرافية ومناخية وغيرها، فإن مصايد الأسماك في اليابان لا تتمتع بميزة مطلقة من حيث الكمية فحسب، بل تتمتع أيضًا بتشكيلة غنية جدًا من الأسماك البحرية، بما في ذلك العشرات من الأنواع مثل الماكريل وسمك القد والماكريل وغيرها.
ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، أدى شيخوخة الصيادين ونقص العمالة في مجال الصيد إلى انخفاض إنتاج المنتجات المائية في اليابان على أساس سنوي. انخفض الصيد إلى النصف مقارنة بما كان عليه قبل ثلاثين عامًا، حيث انخفض من المركز الأول في العالم إلى المركز الثامن (2018).
وبحسب الإحصائيات فإن نحو نصف الصيادين في اليابان تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، و15% فقط تقل أعمارهم عن 40 عاماً. ينتقل عدد متزايد من الشباب إلى المدن أو البلدات الكبرى، وتواجه صناعة صيد الأسماك وضعا لا يوجد فيه خليفة.

ومن أجل حل هذه المشاكل، وجهت الإدارات اليابانية ذات الصلة اهتمامها نحو الذكاء الاصطناعي.في السنوات الأخيرة، تم تطبيق الذكاء الاصطناعي على مراقبة تربية الأسماك، والتنبؤ بعائد صيد الأسماك في المحيطات، وحتى تقييم جودة اللحوم (للحصول على التفاصيل، يُرجى الاطلاع على "Tuna Scope Tuna Hunter: كن من أفضل محبي الطعام وقم بالتعرف على الصور") وروابط أخرى.
وقال كينجي فوجيدو، مدير معهد أبحاث الأغذية بمركز التكنولوجيا الصناعية في محافظة أوموري، إن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه حل مشاكل الشيخوخة ونقص العمالة في صناعة صيد الأسماك فحسب، بل يمكنه أيضًا تحسين كفاءة عمل الصيادين.وفي المستقبل، نأمل أن نستخدم هذا النظام لتصنيف المزيد من الأسماك وترويجه بين الصيادين.
فهل يستطيع الصيادون، بفضل هذا الجهاز السحري لتحديد أنواع الأسماك، أن "يتراخوا" أثناء ساعات العمل؟

مراجع:
https://news.yahoo.co.jp/articles/191a0d8e953c56d58e08d411f92024fbed284102