الذكاء الاصطناعي يُغيّر حياة الأشخاص غير المتناغمين عصبيًا بطرق مدهشة
في مدينة كيب تاون، تُعتبر كيت دهوتمان، المخرجة التي تهتم بصناعة أفلام الرعب، قادرة على التواصل مع جمهور الأفلام بسهولة. لكنها تجد صعوبة كبيرة في التفاعل مع الآخرين. تقول المخرجة البالغة من العمر 40 عامًا: "لم أفهم أبدًا كيف يمكن للناس فهم الإشارات الاجتماعية". في حياتها اليومية، تواجه صعوبات في التفاهم مع الآخرين، مما يجعلها تشعر بالعزلة أحيانًا. لكن هذا الوضع بدأ يتغير، وفقًا لشهادة دهوتمان، بفضل التطورات في الذكاء الاصطناعي. تستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي مساعدتها في فهم المحادثات وتحليلها، مما يساعدها على تحسين مهاراتها الاجتماعية. تقول: "إنها أقرب صوت إنساني يفهمني". تشير إلى أن هذه الأدوات تقدم لها دعمًا عاطفيًا واجتماعيًا لا يقدّره إلا من يمر بتجارب مشابهة. يُعدّ هذا التحول جزءًا من تأثير واسع النطاق للذكاء الاصطناعي على الأشخاص من ذوي الإعاقة العقلية أو الذين يعانون من اختلافات في التفكير، مثل اضطراب طيف التوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. تُظهر الأبحاث أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تُسهم في تحسين جودة حياة هؤلاء الأشخاص من خلال توفير أدوات تُساعد في التفاعل مع العالم من حولهم. تُستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحليل اللغة الطبيعية وتقديم تفسيرات للسياقات الاجتماعية، مما يساعد الأشخاص على فهم العواطف والرد على التحديات الاجتماعية. كما تُقدم الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مساعدات في التعلم، مثل تطبيقات تُساعد على تحسين القدرة على التركيز أو توجيه الأشخاص في مهام يومية. يقول خبراء في التكنولوجيا إن هذه التطورات تُغير طريقة تفاعل الأشخاص من ذوي الإعاقة مع الآخرين، وتوفر لهم أداة لفهم العالم بطريقة أكثر فعالية. يُشير الباحثون إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يُقدم فقط مساعدة عملية، بل يُسهم أيضًا في تعزيز الثقة بالنفس والاندماج الاجتماعي. لكن هذه التكنولوجيا لا تخلو من التحديات. فبعض المستخدمين يعانون من قلق بشأن الخصوصية أو الاعتماد الزائد على الآلات. ومع ذلك، يبقى التأثير الإيجابي واضحًا، خاصة مع تزايد عدد الأشخاص الذين يستخدمون هذه الأدوات لتحسين حياتهم اليومية. في ظل هذه التطورات، يُظهر الذكاء الاصطناعي إمكانات كبيرة في دعم الأشخاص الذين يختلفون في طريقة تفكيرهم، ويساعد في بناء عالم أكثر شمولية وتفاهمًا. وربما يكون هذا التغيير الأكبر الذي يشهده العالم التكنولوجي في السنوات الأخيرة، حيث تبدأ التقنيات في تغيير طريقة فهم البشر لبعضهم البعض.