ديلوitte تراهن على الذكاء الاصطناعي رغم استرداد 10 مليون دولار
رغم تقرير عن إرجاع مبلغ 10 مليون دولار بسبب أخطاء في تقارير مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تستمر شركة ديلويت في تعزيز استثماراتها في تقنيات الذكاء الاصطناعي، معلنة عن تدشين استخدام نموذج "كلاود" من شركة أنثروبيك لجميع موظفيها البالغ عددهم 500 ألف عامل. هذه الخطوة تُعدّ من أبرز المبادرات في مجال دمج الذكاء الاصطناعي داخل بيئات العمل المؤسسية، لكنها تأتي في سياق تناقض واضح: ففي نفس اليوم الذي أعلنت فيه ديلويت عن هذا التوسع، فُرض عليها إرجاع مبلغ كبير من عقد حكومي أسترالي بسبب تقارير صادرة عن أنظمة ذكاء اصطناعي تحتوي على مراجع وهمية وبيانات غير صحيحة. هذا التناقض يعكس الوضع المزدوج الذي تعيشه الشركات اليوم: من جهة، تتسارع الجرّاء نحو دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات اليومية لتعزيز الكفاءة وتحقيق ميزة تنافسية، ومن جهة أخرى، تواجه تحديات كبيرة في ضمان دقة المخرجات، وشفافية العمليات، ومسؤولية استخدام هذه التقنيات. ديلويت، كواحدة من أكبر شركات الاستشارات العالمية، تُظهر بوضوح أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لا يُعدّ مجرد خيار تقني، بل أصبح ضرورة استراتيجية، حتى وإن كانت النتائج غير متسقة. القصة لا تقتصر على ديلويت فقط. ففي محيط مماثل، تشهد قطاعات التكنولوجيا والنقل تحولات متسارعة، مع تدفقات استثمارية ضخمة، وتطورات تنظيمية جديدة تسعى إلى التوازن بين الابتكار والرقابة. في هذا السياق، يحلل فريق برنامج "إكويتي" – الذي يضم كيرستين كوروسك، أنتوني ها، وشون أوكان – الواقع المعقد لانتشار الذكاء الاصطناعي في مكان العمل، مستعرضين التحديات التشغيلية، ومخاطر الاستخدام غير المسؤول، وآفاق التمويل التي تدعم هذه الموجة. الذكاء الاصطناعي، في جوهره، لا يزال في مرحلة النضج، ورغم التقدم السريع في قدرته على إنتاج محتوى وتحليل بيانات، فإن التحدي الأكبر لا يكمن في التكنولوجيا نفسها، بل في كيفية توظيفها بذكاء ومساءلة. الشركات التي تُسرع في دمجها دون تدقيق كافٍ، مثلما حدث مع تقرير ديلويت، تُعرض سمعتها وموثوقيتها للخطر. لكن من ناحية أخرى، من يتأخر في التبني قد يفقد فرصًا حاسمة في التحول الرقمي. الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لا يعني فقط شراء أدوات، بل يتطلب بناء ثقافة داخلية تُراعي الجودة، والشفافية، والمسؤولية. ورغم الأخطاء التي تُسجل، تبقى ديلويت واحدة من الشركات التي تراهن على أن التعلم من هذه التجارب سيقود إلى نماذج أكثر نضجًا وفعالية. برنامج "إكويتي"، الذي يُعدّ من أبرز البرامج الصوتية في تيككرونش، يستعرض كل أسبوع أبرز التطورات في عالم التكنولوجيا والتمويل، مع تركيز خاص على الذكاء الاصطناعي والتحولات التنظيمية. يُبث كل يومي الأربعاء والجمعة، ويُمكن الاستماع إليه عبر منصات مثل آبل بودكاست، سبوتيفاي، أوفيركاست، وجميع منصات البودكاست الأخرى. كما يمكن متابعة التحديثات عبر حسابات البرنامج على منصتي "إكس" و"ثريدز" @EquityPod.