جوجل تُظهر قوتها في سباق الذكاء الاصطناعي رغم المنافسة
في أعقاب مؤتمر "I/O" الذي نظّمته جوجل في مايو، أصبح من الواضح أن الإدارة العليا للشركة تشعر بالثقة، وهو ما يعكس تحسنًا في الأداء وسط المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي. وفي مقابلة مع الرئيس التنفيذي سوندار بيشاي خلال مؤتمر إيرنجز، أشار إلى أن "النتائج المدعومة بالذكاء الاصطناعي" (AI Overviews) في محرك البحث جوجل تزيد من عدد الاستفسارات التي تتم على مستوى العالم بنسبة تجاوزت 10%، مع تزايد هذا النمو مع مرور الوقت. وبحسب بيشاي، فإن هذه الميزة تجذب بشكل خاص جيل الشباب، الذي كان يفقد اهتمامه بمحرك البحث التقليدي. كما أن تطبيق جوجل "Gemini" لا يزال يحقق نموًا ملحوظًا، إذ ارتفع عدد مستخدميه الشهريين من 350 مليون في مارس إلى أكثر من 450 مليون، مع زيادة في عدد المهام اليومية المقدمة للمستخدمين بنسبة تجاوزت 50% مقارنة بالربع السابق. كما وصلت كمية البيانات المعالجة بواسطة الذكاء الاصطناعي في منتجات جوجل إلى نحو ربع تريليون "تيكن" (AI tokens) في الشهر الماضي، وهو ما يزيد عن ضعف الرقم المسجل في مايو. فيما يتعلق بالمنافسة على الموظفين في مجال الذكاء الاصطناعي، أشار بيشاي إلى أن معدل الاحتفاظ بالموظفين والتوظيف الجديد في جوجل لا يزال قويًا، رغم بعض الإعلانات عن استقطاب مراكز بحثية منافسة. ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن جوجل لم تكن مهتمة بالمشاركة في حروب التوظيف، وغالبًا ما تسمح للموظفين بالرحيل. في المقابل، وصف رئيس بحوث "OpenAI"، مارك تشين، توظيف "ميتا" لباحثين من "ديب مايند" بأنه "مثل دخول المنزل بالقوة"، مما يعكس توترًا في السوق. من جانبه، أشار ديميس هاسابيس، رئيس "ديب مايند"، إلى أن "ميتا ليست في المقدمة" في مجال الذكاء الاصطناعي، لكنه أشار إلى أن منطقًا موجودًا في قراراتها، نظرًا لحاجتها لمواكبة التقدم. ويعتقد معظم اللاعبين الرئيسيين في الصناعة أن "ديب مايند" قادرة على مواجهة هذه التحديات، نظرًا لعمق مواردها البشرية، بالإضافة إلى قدرتها على استعادة الموظفين من خلال عمليات "الاستحواذ العكسي" (reverse acquihire)، مثل صفقة "ويندسورف" الأخيرة. على الرغم من هذا التفاؤل، لا تزال جوجل تواجه تحديات كبيرة. ففي الوقت الذي تُعلن فيه "أوبن إيه آي" عن إصدار "جيت-5" القادم، قد تتفوق عليه "جيميني"، كما أن "تشات جي بي تي" لا تزال تُعتبر "المناديل" في مجال الروبوتات اللغوية، ولا يبدو أنها ستخسر تفوقها قريبًا. بالإضافة إلى ذلك، تقلل جوجل من عدد النقرات التي توجهها إلى المواقع الإلكترونية، مما يهدد النموذج التجاري التقليدي القائم على التفاعل بين البحث والوصول إلى المحتوى. كما أن هناك خطرًا حقيقيًا بتفكيك الشركة من قبل الحكومة الأمريكية، أو على الأقل التوقف عن دفع أبل مقابل وضعها كمحرك بحث افتراضي على أجهزة "آيفون". من ناحية أخرى، تشهد الصناعة تحركات مهنية مهمة، حيث عين مارك زوكربيرغ عالم الذكاء الاصطناعي شينجيا زهاو، أحد مطوري "تشات جي بي تي" و"جيت-4"، كرئيس لبحث الذكاء الاصطناعي في مختبر "سوبر إن텔يجنس". في المقابل، استقطبت مايكروسوفت عدداً من الباحثين من "ديب مايند"، مثل أمار سوبراماني، الذي كان يرأس قسم هندسة "جيميني". كما أن جاكوب أندرسون، وهو مسؤول سابق في "سنايب"، يقود منتجات ونمو فريق سوليمان. أما في سياق آخر، فإن دارشان كANTAK، نائب رئيس الموارد المالية في "سنايب"، يغادر الشركة قبل إعلان نتائجها، وهو ما قد يشير إلى تغيرات مقبلة. في المقابل، انضم ميك كريغر من "أنتيكون" ولويس فون أهن من "دويلينغو" إلى مجلس إدارة "فيجما" قبل طرحها في السوق. وانضم دانييل دانكر من "إنتستارت" إلى "وول مارت" كرئيس لـ "التسريع العالمي للذكاء الاصطناعي". جوجل، إذن، لا تزال تُظهر قوة في سباق الذكاء الاصطناعي، رغم التحديات التي تواجهها، مما يجعلها تبدو أقوى من أي وقت مضى.