HyperAI
Back to Headlines

جهاز التattoو الآلي: ثورة تقنية أم تهديد لفنانين الحبر؟

منذ 2 أيام

ملخص المقال في يوم حار من شهر مايو، زرت ستوديو الوشم التابع لشركة Blackdot في الجانب الشرقي من أوستن. بعد ترحيب المؤسس والمدير التنفيذي جويل بينينغتون بيدي التي ابتلت بالعرق، قادني إلى مكتب صغير يتكون من ثلاث غرف. تعرض الغرفة التي تحتوي على الجهاز لانتقادات بسبب مظهرها العقيم، مشابهة للمستشفيات. الجهاز، الذي تُشبه حجمه حجم ثلاجة، يعمل بشبهة ذاتية ولكنه ليس روبوتًا بالمعنى الحرفي، حيث لا يتخذ قرارات عالية المستوى بمفرده. بينينغتون، الذي كان سابقاً رئيس تطوير الأعمال العالمية في الأمن السيبراني في شركة Cisco، أسس Blackdot في عام 2019 بعد عدة جلسات للتفكير مع شريك أعمال. كان الفضل في هذا القرار جزئياً لاهتمام بينينغتون بثقافة القهوة حول العالم، حيث لاحظ أن الأشخاص الأكثر تميزاً في المقاهي كانوا غالباً يحملون وشماً. جهاز Blackdot يستخدم برنامجًا خاصًا لتحويل الصور إلى ملفات "tattoo" يمكن قراءتها بواسطة الجهاز. يتم تطبيق قencilًا أوليًا على الجلد، ثم يبدأ الجهاز في العمل جزءًا بجزء، حيث يُحدد موقعه باستخدام تقنية رؤية الآلة. النتيجة النهائية هي صورة تتكون من آلاف النقاط الرمادية الدقيقة، وهي تقنية تشبه النقطية الرقمية. الجهاز لا ينتج وشمًا ملونًا حاليًا. يقوم الجهاز قبل بدء الوشم بتحليل الجلد باستخدام مجهر رقمي وخوارزميات معالجة الصور لتحديد العمق المناسب وعدد الثقوب. هذه الدقة تساعد في إنتاج نقاط وشم حادة ومتسقة، وقد تحسن عمر الوشم من خلال تقليل خطر انتشار الحبر. من بين أوائل الأشخاص الذين اختبروا الجهاز خارج دائرة Blackdot المباشرة كانت دومينيك بيرد، مبدعة المحتوى في تكساس. حصلت على وشم يُظهر جزءاً من لوحة "موناليزا" على ذراعها الداخلية، واستغرقت العملية حوالي ست ساعات، منها 50 دقيقة فقط للوشم الفعلي. رغم أنها لم تكن تفضل هذا الأسلوب، إلا أنها أعجبت بالنتيجة، والتي ظلت حادة وبدون تلف بعد حوالي 18 شهرًا. بينينغتون نفسه لديه عدة وشوم من الجهاز، بما في ذلك وشم لألبوم "Mellon Collie and the Infinite Sadness" لفرقة The Smashing Pumpkins، والذي أزاله بعد أربع جلسات فقط. هذه التقنية تجعل الوشم أسهل للإزالة لأن الحبر يُوضع بدقة عند نقطة الالتقاء بين البشرة والجلد، مما يقلل من الألم والندوب. جهاز Blackdot حاليًا محدود بوشم السطوح المستوية على الذراعين والساقين، ولكن الشركة تعمل على تطويره ليتمكن من التعامل مع مناطق أكثر تعقيدًا مثل الأضلاع والكاحلين. الاستوديو في أوستن قام بتنفيذ حوالي 250 وشم حتى كتابة هذه السطور، معظمها لأشخاص اختباريين. في الأسبوع الماضي، أدخلت Blackdot الجهاز إلى استوديو Bang Bang الشهير في مدينة نيويورك، حيث قام بتنفيذ وشوم نصية. بنجاح، تم تسجيل أكثر من 800 شخص في قائمة الانتظار للحصول على وشم بواسطة الجهاز. تُقدم الشركة نفس الخدمة سواء تم تنفيذها بواسطة الجهاز أو فنان بشري. النماذج التجارية لـ Blackdot تتمثل في تأجير الجهاز لاستوديوهات مختارة، بالإضافة إلى إنشاء سوق مركزي للوشم يتيح للفنانين رخص تصاميمهم مقابل عمولة. عند اختيار التصميم، يحصل العميل على وشم ورمز غير قابل للاستبدال (NFT) يُثبت فردية التصميم. يمكن تداول هذه الرموز حتى يتم تنفيذ التصميم. رغم إعجاب البعض بالجهاز، مثل مؤسس Bang Bang، إلا أن هناك مخاوف في المجتمع التاتو حول ما إذا كانت هذه التقنية ستشكل تهديدًا للفنانين البشريين. بعض الفنانين، مثل ديلون فورتي، يرون أن التقنية قد تُهدد وظائفهم، بينما يرى آخرون أنها قد تفتح مجالات جديدة للإبداع. بينينغتون يأمل في الحفاظ على الجانب البشري للوشم من خلال السماح للفنانين بالمشاركة عبر الفيديو أثناء تنفيذ الوشم. بنغ بانغ يضيف أن بعض العملاء قد يفضلون الجو الهادئ والتأمل الذي توفره هذه التجربة. وبالنسبة للفنانين الذين يخشون أن يصبح الجهاز بديلاً لهم، يقدم بنغ بانغ نصيحة مباشرة: "إذا كنت تشعر بالتهديد من هذه التقنية، فأنت بحاجة إلى العمل بجد وتقديم شيء فريد". تقييم الحدث ومعلومات إضافية شركة Blackdot تسعى لدمج التكنولوجيا في فن الوشم، مما يثير جدلاً كبيرًا في المجتمع الفني. رغم أن الجهاز يوفر دقة واتساقًا عاليين، إلا أنه لا يستطيع المنافسة في جميع الأنماط الحالية. كما أنه لا يزال باهظ الثمن، مما يجعله محدودًا بالنسبة لعدد قليل من العملاء. ومع ذلك، يُمكن رؤية إمكانات كبيرة في تطوير هذه التقنية لتكون أكثر مرونة ودقة، مما قد يعيد تعريف فن الوشم في المستقبل.

Related Links