السلطات البريطانية تخطط لفرض تغييرات على جوجل بموجب قانون تنافس جديد

أعلنت هيئة تنظيم المنافسة في المملكة المتحدة (CMA) عن خططها لفرض تغييرات جوهرية على شركة جوجل، في إطار تطبيق قانون منافسة جديد صدر حديثًا، يهدف إلى تعزيز الشفافية والمنافسة العادلة في السوق الرقمي. وستركز الهيئة بشكل رئيسي على مجالات البحث الإلكتروني وإعلانات البحث، حيث تُعد جوجل الشركة المسيطرة في هذه القطاعات، مما يثير مخاوف من تجاوزات في الاستخدام المفرط للسلطة السوقية. وسيشمل التدخل التنظيمي إجراءات تهدف إلى منع جوجل من تمييز نتائج بحثها لصالح خدماتها الخاصة، مثل خدمة "جوجل أوديوز" أو "جوجل ترافل"، ما قد يحد من فرص المنافسين في الوصول إلى المستخدمين. كما ستحاول الهيئة ضمان أن تُعرض نتائج البحث بشكل عادل، دون تفضيل لخدمات جوجل نفسها، مما يعزز فرص الشركات الصغيرة والمنافسة الحقيقية. في المقابل، أوضحت CMA أن منتجات الذكاء الاصطناعي مثل "جيميني" (Gemini)، التي تطورها جوجل، لن تُخضع فورًا لتدقيق تنظيمي مباشر، على الرغم من أن الشركة تُستخدم هذه التقنية في تحسين محركات البحث وإعلانات التسويق. ويعود هذا التأجيل إلى أن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي ما زال في مراحله المبكرة، وتحتاج إلى تقييم دقيق لتحديد آثارها على السوق والمستهلكين. لكن الهيئة أشارت إلى أن جيميني قد تُصبح موضوعًا لتنظيم لاحق، خاصة إذا تبين أن استخدامها يُضعف المنافسة أو يُقلل من خيارات المستخدم. يأتي هذا الإجراء في سياق تزايد الضغوط على شركات التكنولوجيا الكبرى في أوروبا، حيث تسعى الحكومات إلى التصدي لسيطرة شركات مثل جوجل ومايكروسوفت وآبل على أسواق رقمية حيوية. ويُعد قانون المنافسة الجديد في المملكة المتحدة أحد أبرز الأدوات التي تُستخدم لفرض معايير أكثر صرامة على الشركات التي تملك حصة سوقية كبيرة، مع تركيز خاص على حماية المستهلكين وتمكين الابتكار. ومن المتوقع أن تبدأ CMA في تنفيذ هذه التدابير خلال الأشهر المقبلة، مع إجراء تقييمات دورية لضمان التزام جوجل بالمتطلبات. كما ستعمل الهيئة على التعاون مع هيئات تنظيمية أوروبية أخرى، لضمان توحيد المعايير وتجنب الفجوات التنظيمية التي قد تُستغل من قبل الشركات الكبرى. الخطوة تمثل تحولًا مهمًا في نهج المملكة المتحدة تجاه قطاع التكنولوجيا، حيث تنتقل من سياسة مراقبة محدودة إلى نهج أكثر تدخلًا وفعالية، يهدف إلى إرساء بيئة رقمية أكثر شفافية وعدالة. وتشير التوقعات إلى أن هذه التغييرات قد تُحدث تأثيرًا واسع النطاق ليس فقط على جوجل، بل على مستقبل المنافسة في الصناعة الرقمية العالمية.