HyperAI
Back to Headlines

هل أصبح المطورون المحترفون نوعًا مهددًا بالانقراض؟:الواقع أكثر تعقيدًا

منذ 16 أيام

هل أصبح المحترفون في البرمجيات نوعًا مهددًا بالانقراض؟ أثارت بيانات البنك الفيدرالي في نيويورك حفيظة القطاع عندما أظهرت أن خريجي هندسة البرمجيات يواجهون معدلات بطالة أعلى من خريجي تاريخ الفن. حيث بلغ معدل البطالة لخريجي هندسة الكمبيوتر وعلوم الحاسوب 7.5% و6.7% على التوالي، بينما كان معدل البطالة لخريجي تاريخ الفن والخدمات الاجتماعية 3% و1.7% على التوالي. من الجدير بالذكر أيضًا أن معدل العمل غير المناسب للخريجين في تاريخ الفن كان 46.9%، أي أن العديد منهم يعملون في وظائف منخفضة الأجر أو جزئية. ومع ذلك، شهدت صناعة البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات انخفاضًا ملحوظًا في فرص التوظيف. وقد أظهرت بيانات بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس أن معدل التوظيف في الوظائف التقنية على موقع إنديد كان أقل مما كان عليه خلال أزمة فيروس كورونا. توجهات جديدة في صناعة تكنولوجيا المعلومات يختلف رأي القادة في الصناعة حول هذه البيانات. قال إيفان غيكht، الرئيس التنفيذي لشركة Gehtsoft المختصة بتطوير البرمجيات، إن هذا ليس تطورًا مفاجئًا بل هو مشكلة تراكمت على مدى سنوات. فقد شهدت صناعة تكنولوجيا المعلومات طفرة في الشعبية، خاصة في أدوار البرمجة، مما أدى إلى زيادة كبيرة في عدد الدورات الإلكترونية والبرامج التدريبية السريعة لتأهيل الأشخاص للوظائف المبتدئة التي كانت في طلب كبير أثناء مراحل النمو السريع للشركات التكنولوجية. وفي سباقها لإظهار التوسع، غالباً ما كانت الإدارة تتخطى الحدود في التوظيف. نيك آدامز، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة 0rcus، يرى أن التحول في صناعة تكنولوجيا المعلومات يتجه نحو تطوير النظم المستقلة، بينما يتم تقليص الأدوار التقنية العامة. ويضيف أن هذا التحول قد لا يكون مجرد تذبذب دوري في التوظيف، بل إعادة تعيين دائمة للسوق. فالمؤهلات والقوائم والأوراق العلمية ليست لها نفس القيمة التي تقدمها الأدوات الآلية المتطورة. تأثير الذكاء الاصطناعي يتفق نيل ساهوتا، الرئيس التنفيذي لشركة ASCILabs والمحاضر في الأمم المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، مع هذا الرأي، قائلاً إن "الهندسة البرمجية كانت دائمًا تتأثر بالاقتصاد الأوسع. لكن السرعة والحدة التي يشهدها التغيير هذه المرة مختلفة". ويضيف أن الذكاء الاصطناعي هو المسؤول الرئيسي عن تسريع هذا التحول، حيث سيتم تجربة تغيرات تبلغ قيمتها ما يعادل 100 عام في العقد القادم فقط. أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية، مثل CoPilot وChatGPT، تقوم بتحقيق أتمتة للمهام وتعمل على تغيير أنواع الوظائف المتاحة للمحترفين في التكنولوجيا. يقول ساهوتا: "لماذا نكتب ترتيب الفقاعات أو نقوم بترجمة الكود عندما يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بذلك بكفاءة أعلى؟ ولكننا ما زلنا بحاجة إلى المزيد من الأشخاص الذين يمكنهم القيام بالكود الرابط، وهو ما يفشل فيه الذكاء الاصطناعي في كثير من الأحيان". توجهات جديدة وأدوار جديدة تشير بيانات البنك الفيدرالي في نيويورك إلى اتجاهات تمتد لسنتين، وكانت هذه الفترة مليئة بنمو كبير في تكنولوجيا المعلومات، مع زيادة فرص العمل وارتفاع الرواتب. قالت بريتاني لوتس، مديرة البحث في مجموعة Info-Tech Research Group: "لم يعد الشهادة الجامعية التقليدية لمدة أربع سنوات ضرورية بمقدار ما كانت عليه في السابق، على الأقل في مجال التكنولوجيا. فقد كانت الشركات تستأجر أشخاصًا لديهم المعرفة الكافية لأداء العمل، حتى لو كانوا ذاتيين التعليم. إذا كنت تستطيع الحصول على وظيفة براتب يزيد عن 100,000 دولار بدون شهادة، فكان الكثير من الناس يتساءلون لماذا يقضون أربع سنوات ويصرفون الكثير من المال على التعليم؟". من الممكن أيضًا وجود فائض في عدد المتقدمين لبعض الوظائف، وهو ما ليس حكرًا على هندسة الكمبيوتر فحسب. قال غيكht: "لقد شهدت نفس الدورة في مجال القانون والرعاية الصحية والتسويق والمال". فالأشخاص يندفعون طبيعيًا نحو أي مهنة تشهد طلبًا مرتفعًا ورواتب متوسطة عالية، آملين الاستفادة من الفرصة. وليس هناك استثناء فيما يتعلق بصناعة تكنولوجيا المعلومات. دور الوظائف الجديدة أضافت لوتس أن نسبة الوظائف في تكنولوجيا المعلومات التي يشغلها المحترفون في الهندسة البرمجية قد تكون في تراجع، نظرًا لظهور أدوار جديدة تقدم قيمة أكبر. "علينا الاستعداد لتخفيض الأدوار التقليدية في تكنولوجيا المعلومات مع ظهور أدوار جديدة أكثر قيمة"، تقول لوتس. مفاتيح النجاح للمحترفين في تكنولوجيا المعلومات ستكون مفتاح النجاح في المستقبل هو تبني المهارات التقنية حسب الحاجة. تؤكد لوتس: "تجنّب أي شهادات نظرية فقط واستثمر في شهادات تثبت قدرتك على التطبيق. تريد أن تقول لمديري التوظيف: 'أستطيع تعلم وتطبيق X في غضون شهرين، وإذا كان لدى شركتك فجوة في المهارات، فسأستطيع التكيف'". بالإضافة إلى ذلك، تنصح لوتس بـ"الاتصال بالأشخاص الذين يعملون بالفعل في الأدوار التي تتقدم لها أو بمدير التوظيف مباشرة. فتقديم الطلب فقط لم يعد كافيًا، سواء كان لديك مؤهلات أو خلفية ممتازة. وهذا هو شيء لم يكن يتوقعه الخريجون في تكنولوجيا المعلومات عند بدء برامجهم قبل أربع سنوات". التحول في المفاهيم يؤكد غيكht على توسعة الأفق: "اذهب إلى ما هو أبعد من تكنولوجيا المعلومات وعمق فهمك للأعمال التي تعمل فيها. تعرف على كيفية عمل شركتك، أين يتم إنشاء القيمة، وما الذي يدفع القرارات. توقف عن التفكير في نفسك كمبرمج فقط وابدأ في التفكير كالمهندس. هذا التحول في الفكر يخلق أمانًا حقيقيًا في سوق العمل سريع التغيير اليوم". تقييم الحدث من الجانب المعرفي يبدو أن البيانات تشير إلى تحول كبير في سوق العمل لصناعة تكنولوجيا المعلومات، مدفوعًا بتطورات الذكاء الاصطناعي وظهور أدوار جديدة. هذا التحول يفرض على المحترفين في هذا المجال إعادة النظر في مهاراتهم وطرق تعلمهم وتطبيقها، وكذلك تطوير فهم أعمق للبيئة الأعمال التي يعملون فيها. شركة Gehtsoft، وهي شركة متخصصة في تطوير البرمجيات، تأتي كمثال على الشركات التي تتكيف مع هذه التحولات من خلال التركيز على تطوير المهارات العملية والفهم العميق للأعمال.

Related Links