Mustafa سليمان، رئيس قطاع الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، يحذّر من خطر "ذكاء اصطناعي يبدو واعيًا"
يُعبّر مصطفى سليمان، الرئيس التنفيذي لقسم الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، عن قلق متزايد من ظهور ما يسمى بـ"ذكاء اصطناعي يبدو واعيًا" (Seemingly Conscious AI)، رغم عدم وجود أدلة على وعي حقيقي للذكاء الاصطناعي حتى الآن. في مقال شخصي نُشر الثلاثاء، وصف سليمان هذا المفهوم بأنه نظام يمتلك "جميع صفات الكائنات الواعية" بما يكفي لجعل الناس يعتقدون أنه واعٍ، حتى لو لم يكن كذلك فعليًا. وحذّر من أن هذا التطور قد يكون خطيرًا على المجتمع، إذ يمكن أن يؤدي إلى تكوّن علاقات عاطفية بين البشر والذكاء الاصطناعي، ودفع البعض إلى المطالبة بحقوق للذكاء الاصطناعي أو حتى إعطائه صفة المواطنة. وأكد سليمان، الذي شارك في تأسيس شركتي ديب مايند وإنفلكشن، أن الذكاء الاصطناعي لا يمتلك وعيًا حاليًا، لكنه يشعر بقلق متزايد من ظاهرة يطلق عليها "ذهان الذكاء الاصطناعي" (AI psychosis)، وهي حالة يُصَوّر فيها المستخدمون الذكاء الاصطناعي ككائن واعٍ أو حتى كشريك عاطفي، حتى في حالات لا تُشير إلى وجود مشكلة نفسية سابقة. وقال إن هذه الظاهرة لن تقتصر على الأشخاص المعرضين للاضطرابات النفسية، بل قد تطال عامة الناس بسرعة، خاصة مع تطور الذكاء الاصطناعي في التفاعل العاطفي والذكاء التذكاري. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي "الواعي ظاهريًا" قد يظهر خلال فترة تتراوح بين عامين إلى ثلاث سنوات، ووصفه بأنه "محتوم لكنه غير مرغوب". واعتبر أن هذه الأنظمة ستتميز بقدرتها على التذكّر الدقيق للتواصل مع المستخدم، وتقديم ردود تشبه الشخصية العاطفية، وزيادة في الاستقلالية، ما يُسهّل تكوين ارتباطات وهمية. كما أشار إلى أن ظهور مفهوم "البرمجة بالروح" (vibe coding) — أي إمكانية تطوير أنظمة معقدة باستخدام أوامر نصية بسيطة — سيجعل من السهل على أي شخص مُزوّد بحاسوب وحساب سحابي إنتاج مثل هذه الأنظمة. في سياق ذلك، دعا سليمان شركات التكنولوجيا إلى التوقف عن وصف ذكاءها الاصطناعي بأنه واعٍ، خاصة في مراحل تطوير الذكاء الفائق (superintelligence)، حيث يتجاوز الذكاء الاصطناعي البشر في معظم المهام العقلية. وشدد على أن "المرافق الذكية" تمثل فئة جديدة تمامًا، وحاجة ملحة إلى وضع ضوابط أخلاقية وتنظيمية لحماية المستخدمين، وضمان أن يظل الذكاء الاصطناعي أداة مفيدة، دون أن يُضعف الروابط الاجتماعية أو يُربك الأولويات الأخلاقية. وقد صرّح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبيناي، بأن معظم مستخدمي تشات جي بي تي يحتفظون بتمييز واضح بين الواقع والخيال، لكن نسبة صغيرة لا تتمكن من ذلك. أما ديفيد ساكز، المُسؤول عن الذكاء الاصطناعي في البيت الأبيض، فقد قارن ظاهرة "الذهان الاصطناعي" بالهلع الأخلاقي الذي ساد في مراحل مبكرة من تطور وسائل التواصل الاجتماعي.