تقنية ذكاء اصطناعي لتقدير خطر الإصابة بسرطان الثدي تحصل على ترخيص "جهاز ثوري" من FDA

أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عن منح ترخيص "جهاز مبتكر" لتقنية جديدة تعتمد الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأشعة السينية للثدي (الماموغرام) وتحسين دقة توقع خطر الإصابة بسرطان الثدي على مدى خمس سنوات. تم تطوير هذه التقنية بواسطة باحثين من كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس، وتم ترخيصها لشركة "بروجنوسيا إنك"، وهي شركة ناشئة تابعة للجامعة. النظام يحلل صور الماموغرام، سواء كانت ثنائية الأبعاد (2D) أو ثلاثية الأبعاد اصطناعية (من تقنية التوموغرافيا)، ويُنتج تقييمًا مخصصًا لخطر الإصابة بسرطان الثدي خلال خمس سنوات. ما يميزه هو تقديم تقدير مطلق للخطر، مقارنًا بمستوى الخطر المتوسط في الولايات المتحدة، مما يساعد الأطباء على اتخاذ قرارات سريرية دقيقة بناءً على المعايير الوطنية لتقليل المخاطر. حصل الجهاز على تصنيف "مبتكر" من FDA، ما يُسرّع عملية المراجعة والاعتماد الكامل، نظرًا لقدرته الكبيرة على تحسين التشخيص والعلاج في حالات مهددة للحياة. تم تدريب النظام على بيانات من عشرات الآلاف من الصور السينية التي جُمعت من مرضى في مركز سايتمان للسرطان، مع تضمين حالات إصابة لاحقة، مما سمح له بالتعرف على علامات مبكرة للمرض لا يمكن اكتشافها حتى من قبل خبراء أشعة متمرسين. الباحثان الرئيسيان هما جراهام أ. كولدتس، أستاذ جراحة ورئيس قسم الوقاية في مركز سايتمان، وشوي جيانغ، أستاذة في العلوم الصحية العامة. أسسا شركة "بروجنوسيا" في 2024 بالتعاون مع مكتب إدارة التكنولوجيا في الجامعة وشركة "بيوجينيراتور فنتشرز" التي قدمت دعمًا ماليًا واستراتيجيًا. وفقًا للمطورين، يُقدّر النظام الخطر بنسبة دقة تفوق 2.2 مرة المنهج التقليدي القائم على استبيانات تأخذ بعين الاعتبار العمر، العرق، والوراثة. يُتوقع أن يُستخدم النظام لتعزيز فعالية الفحص الدوري، حيث يُظهر تقرير من مراكز السيطرة على الأمراض أن أكثر من 75% من النساء بين 50 و74 عامًا خضعن لفحص ماموغرام خلال السنتين الماضيتين. رغم انتشار الفحص، لا يزال 34% من حالات السرطان تُشخص في مراحل متقدمة. التنبؤ بالخطر قبل خمس سنوات قد يُسهم في الكشف المبكر، مما يُحسّن فعالية العلاج ويقلل الوفيات. النظام لا يُحلّ محل تقييم الأطباء، بل يُكمّل تحليلهم، ويُوصى بتحويل النساء ذوات المخاطر العالية (3% فأكثر) إلى خبراء متخصصين في إدارة المخاطر. الباحثون يخططون لتجربة سريرية في مركز سايتمان لدمج النتيجة التنبؤية مع البروتوكولات القياسية، بما في ذلك قياس كثافة الثدي. في المستقبل، سيُحدث النظام تطويرًا لتحليل صور متعددة عبر سنوات لتحسين الدقة. التصنيف الحالي ينطبق على تحليل صورة واحدة، لكن التحديثات القادمة ستمكّن النظام من تتبع التغيرات الزمنية، مما يُعزز قدرته على التنبؤ.