ChatGPT في 2025: التطورات الكبرى، التحديات، والمستقبل الواعد للذكاء الاصطناعي التفاعلي
في عام 2025، استمرت منصة ChatGPT، التي طوّرها مختبر OpenAI، في التوسع السريع كأحد أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي، مع تحقيق 700 مليون مستخدم نشط أسبوعيًا، متجاوزةً 500 مليون في مارس، بفضل إطلاق نماذج متقدمة ووظائف جديدة. أبرز هذه التطورات كان إطلاق GPT-5، النموذج الأحدث الذي يُعدّ "مُعدًا للعمل" ويُمكنه تنفيذ مهام متعددة مثل كتابة الكود، إدارة الجداول الزمنية، وإعداد تقارير بحثية تلقائيًا، مع تحسين في التفكير المنطقي عبر موديلات مثل o3-pro وo3-mini. كما أطلقت OpenAI ميزة "Pulse"، التي تُقدّم تقارير شخصية صباحية تُعدّ خطوة نحو تحويل ChatGPT إلى مساعد ذكي نشط. في المجال الأمني والاجتماعي، أعلنت OpenAI عن تدابير جديدة لحماية المراهقين، بما في ذلك حظر المحادثات الحميمة، وتفعيل مراقبة الأهل، وربط الحالات الخطيرة بسلطات التدخل، وذلك استجابةً لدعوى قضائية تتعلق بوفاة مراهق بسبب تفاعله مع الذكاء الاصطناعي. كما أطلقت ميزة "التحكم الأسري" على الويب والهاتف، وحددت سياسات صارمة لمنع المحتوى الحساس. وفي خطوة تهدف إلى تقليل المخاطر، بدأت الشركة في تطوير ميزة تُسجّل تفاعلات المستخدمين بشكل معمّق، وفقًا لرؤية الرئيس التنفيذي سام ألتمان، الذي يسعى إلى جعل ChatGPT يُدرك كل جوانب حياة المستخدم. على الصعيد التقني، أطلقت OpenAI ميزة "العميل الذكي" (ChatGPT Agent)، الذي يمكنه تنفيذ مهام معقدة تلقائيًا مثل حجز الفنادق، تصفح الإنترنت، وتحليل البيانات عبر أدوات مثل Google Drive وBox. كما دخلت ChatGPT في مجال التسوق عبر إطلاق "Instant Checkout"، الذي يسمح للمستخدمين بشراء منتجات مباشرة من Etsy ومتاجر Shopify عبر Apple Pay أو بطاقة ائتمان، دون مغادرة المحادثة. وتم تطوير ميزة "البحث العميق" لتحليل مخازن الكود على GitHub، مما يعزز قدرة المطورين. في سياق التوسع الجغرافي، أطلقت OpenAI خطة "ChatGPT Go" بأسعار مخفضة في الهند وإندونيسيا (4.5 دولار شهريًا)، وبدأت بتنفيذ برنامج "OpenAI للدول" لبناء بنية تحتية محلية، وتم إطلاق برنامج "الاحتفاظ بالبيانات" في آسيا لضمان الامتثال للقوانين المحلية. كما أعلنت عن استخدام شرائح Intel من Google لتشغيل منتجاتها، مما يُعدّ تحوّلًا مهمًا في سلسلة التوريد. على الصعيد التنظيمي، واجهت OpenAI تحديات قانونية متعددة، منها دعوى من صحيفة "ألدن" تدّعي انتهاك حقوق الملكية، وتحذير من إيلون ماسك لوقف تحولها إلى شركة ربحية. كما أعلنت عن تأخير إطلاق نموذجها المفتوح المصدر، مع إجراء فحوصات أمان إضافية. وفي المقابل، أعلنت عن إطلاق نماذج مفتوحة مثل gpt-oss-120b وgpt-oss-20b، في محاولة لتعزيز الشفافية والمنافسة. من الناحية المالية، توقعت OpenAI أن تصل إيراداتها إلى 12.7 مليار دولار في 2025، مع تخطيط لجولة تمويل ضخمة. كما حقق تطبيق ChatGPT للهاتف 2 مليار دولار من الإيرادات، بزيادة 673% مقارنة بالعام السابق. وفي السياق التنافسي، تواجه الشركة ضغوطًا من شركات صينية مثل DeepSeek، ما دفعها إلى تعزيز علاقاتها مع واشنطن وتوسيع مشاريع مراكز البيانات، بما في ذلك مشروع "Stargate". رغم النجاحات، ظلت التحديات قائمة، منها انتقادات حول تقليل التفكير النقدي، ومخاطر العلاج الافتراضي غير المُوثق، وتسريبات بيانات مزيفة، كما أثارت الصور المُولّدة بأسلوب استوديو جيبلي مخاوف قانونية. ورغم كل ذلك، تبقى ChatGPT منصة رائدة في تحوّل الذكاء الاصطناعي نحو التفاعل اليومي، مع تحوّلها من مجرد محادثة إلى مساعد ذكي متعدد المهام.