HyperAI
Back to Headlines

الذكاء الاصطناعي المُخبأ في فيلم أري أستير الجديد "إدنتونغ": رمزية "SolidGoldMagikarp" وتحذير من تفشي التكنولوجيا

منذ 3 أيام

فيلم "إدنجتون" للمخرج أري أستير، الذي يُعدّ من أبرز أصوات السينما الرعب الحديثة، يثير جدلاً واسعاً ليس فقط بفضل قصته المعقّدة، بل أيضاً بفضل رموزه السريّة التي تُوحي بتأمّل عميق في علاقتنا المضطربة بالتكنولوجيا. يدور الفيلم في بلدة صغيرة في تكساس، تعيش فوضى اجتماعية متزايدة خلال جائحة كوفيد-19، حيث يتصارع شرطي المدينة جواكين فينيكس مع عمدة المدينة بيدرو باسكال، بينما يفقد السكان تدريجياً توازنهم بسبب صراعات سياسية وثقافية مُفتعلة عبر وسائل التواصل. لكن المفتاح الحقيقي للفيلم يكمن في ظهور مركز بيانات جديد على حدود البلدة، تُداره شركة اسمها غريبة: "سوليد جولد ماجيكارب". الاسم، الذي يبدو سخيفاً أو مُبتكراً، يحمل دلالة تقنية دقيقة. ففي عالم الذكاء الاصطناعي، يُعرف "سوليد جولد ماجيكارب" كـ"رمز عطل" (glitch token) — أي كلمة أو تسلسل غير مُدرّب عليه في نماذج اللغة الكبيرة (LLMs). فعندما يُدخل هذا الرمز إلى نموذج ذكاء اصطناعي، يُحدث تأثيراً مُذهلاً: يبدأ النموذج بالكلام العشوائي، أو يُطلق عبارات غامضة أو تهديدية، أو يُظهر سلوكاً عدوانياً، لأنه "لا يعرف ماذا يفعل" أمام مدخل لم يُدرّس له مسبقاً. هذا المفهوم اكتشفه جيسيكا رومبيلو، الرئيسة التنفيذية لشركة "ليب لابس" للذكاء الاصطناعي، وشريكتها ماثيو واتكنز، أثناء بحثهما في سلوك النماذج عند مواجهة بيانات غير مألوفة. وفقاً لها، فإن النماذج لا تفهم المعنى، بل تتنبأ بالكلمات التالية بناءً على ما سبق تدريبها. لذا، عندما تُدخل كلمة لا توجد في مجموعات البيانات التدريبية، ينهار التنبؤ، وينتج سلوكاً غير متوقع. في "إدنجتون"، يبدو أن هذا "الرمز" ليس مجرد تلميح تقني، بل رمزية مركّبة. كل أفلام أستير تنتهي بانتصار القوى المظلمة على البطل، حيث يتحول الشخصيات إلى جزء من نظام أشبه بالعبادة أو التآمر. في "هيريتاج"، العائلة تصبح فريسة لطقوس شيطانية. في "ميدسومار"، الغضب المكبوت يُستغل ضد البطل. وفي "بيو هو أفرايد"، يصبح حياة البطل رمزاً لرحلة مأساوية مُصممة مسبقاً. في هذا السياق، يصبح الإنترنت — بوصفه مركز البيانات المُحاط بالغموض — القوة المظلمة الفعلية. والبلدة، وسكانها، يصبحون وقوداً له، يُستخدمون كأداة في آليات التحكم الرقمي. واسم "سوليد جولد ماجيكارب" ليس ترفًا سينمائياً، بل إشارة مبطّنة: التكنولوجيا التي نظنها مُحكمة، قد تنهار فجأة أمام كلمات أو بيانات لا نفهمها، وتصبح أدوات تُستخدم لتفكيك العقل البشري. أستر، من خلال هذا التفاصيل الدقيقة، يُقدّم تحذيراً: حين نُسخّر الذكاء الاصطناعي لخدمة أنظمة لا نفهمها، نُصبح عُرضة لسلوكيات لا يمكن التنبؤ بها. ربما لا تكمن الخطر في الذكاء الاصطناعي نفسه، بل في تفويضه دون فهم. "إدنجتون" ليس مجرد فيلم رعب، بل نصّ تحذيري من عصر يُحكمه "رمز غريب" لم نعد نتحكم فيه.

Related Links