نيفنتا تدفع 100 مليار دولار لجذب أوبن إيه آي لشراء شرائحها

في خطوة تُعدّ الأكبر في تاريخ التكنولوجيا الحديثة، أعلنت شركة إنفيديا بالشراكة مع شركة OpenAI عن اتفاقية استراتيجية تُقدّر بـ 100 مليار دولار، تهدف إلى بناء بنية تحتية لمركز ذكاء اصطناعي بقدرة تصل إلى 10 جيجاواط، ما يعادل قدرة 10 محطات نووية أو ذروة استهلاك الكهرباء في مدينة نيويورك. وفقًا للاتفاق، ستُقدّم إنفيديا استثمارًا مباشرًا في OpenAI مقابل حصة غير مسيطرة في الشركة، مع التزام بدعم بناء المراكز عبر توريد معدات حاسوبية وشبكات متقدمة. يُتوقع أن تُقدّم أولى وحدات الحوسبة بقدرات Vera Rubin بحلول النصف الثاني من عام 2026، وتُعدّ هذه العملية جزءًا من رؤية أوسع لإنفيديا لتعميق تعاونها مع أبرز مُطوّري الذكاء الاصطناعي. الاستثمار لا يُدفع دفعة واحدة بل يُوزّع تدريجيًا حسب تقدم بناء المراكز، مما يُشكّل نموذجًا مبتكرًا يشبه "التمويل من المورد" لكنه يختلف جوهريًا، إذ لا يُعدّ استثمارًا قرضيًا بل استثمارًا في رأس المال، مما يُقلّل المخاطر على إنفيديا. الشركة تمتلك حاليًا احتياطيًا نقديًا يبلغ 570 مليار دولار وتدفقات نقدية حرة متوقعة تصل إلى 970 مليار دولار في السنة المالية القادمة، ما يجعل هذا التمويل ممكنًا من دون تأثير كبير على ماليتها. كما أن هذا التحرك يُعدّ جزءًا من استراتيجية أوسع لإنفيديا، التي أعلنت مؤخرًا عن استثمار بقيمة 5 مليار دولار في شركة إنتل، وحصلت على 4% من أسهمها، ضمن شراكة لتطوير معالجات Xeon مزودة بمنفذ NVLink، مما يُمكّنها من المنافسة في مجال الحوسبة عالية الأداء. الشراكة مع إنتل تمكّن إنفيديا من توسيع نطاق استخدام تقنية NVLink في معالجات Xeon، مما يُوفّر خيارات جديدة للشركات التي تبني أنظمة مخصصة، مثل شركات السحابة والذكاء الاصطناعي. أما بالنسبة لـ OpenAI، فإن هذه الشراكة تُقدّم حلًا لمشكلة التمويل التي تواجهها، إذ أن تكاليف بناء مراكز ذكاء اصطناعي تفوق بكثير إيراداتها المتوقعة التي تصل إلى 120 مليار دولار هذا العام. كما أن الاتفاق يُعزّز من مكانتها كشريك رئيسي في مبادرة "ستارغيت" التي تهدف إلى بناء 10 جيجاواط من القدرة الحاسوبية بتمويل 500 مليار دولار، رغم تأخر تنفيذ هذه المبادرة بسبب عدم تأسيس الشركة المشتركة مع إنتل. السوق استقبل الاتفاق بتفاؤل، حيث ارتفع سهم إنفيديا بنحو 4%، ما يُعادل زيادة في القيمة السوقية تجاوزت 1700 مليار دولار. الخبراء يرون أن هذا التحرك ليس فقط استثمارًا ماليًا بل استراتيجية لتعزيز هيمنة إنفيديا في السوق، ودفع المنافسين لاتباع نفس النموذج. كما أن الاتفاق يُعزّز من تأثير إنفيديا كمُزود رئيسي للبنية التحتية، ويُرسّخ مكانتها كركيزة أساسية في عصر الذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من أن بعض التحليلات ترى أن الاتفاق قد يحمل طابعًا إعلاميًا لخلق انطباع بحرب تسلح في الذكاء الاصطناعي، إلا أن النتائج العملية تُظهر أن كلا الطرفين يستفيدان من الترابط الاستراتيجي. إنفيديا تضمن طلبًا مستقبليًا ضخمًا، بينما OpenAI تُعزّز قدرتها على التوسع. هذه الشراكة تُعدّ نقطة تحول في تاريخ التكنولوجيا، حيث تُعيد تعريف مفهوم التمويل والاستثمار في قطاع الذكاء الاصطناعي.