الUSA تصدر أول أحكامها في قضايا حقوق النشر للذكاء الاصطناعي: انتصار لـ Anthropic وMeta في معركة "الاستخدامASONAL المعقول"
في الأيام الأولى من القضايا المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية للذكاء الاصطناعي، أصدرت المحاكم الأمريكية قرارات أولية تصب في صالح شركات التكنولوجيا، حيث اعتبرت استخدام الأعمال الأدبية والفنية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي ضمن إطار الاستخدام العادل. هذا النزاع الذي يدور بين شركات التكنولوجيا والكتاب والمبدعين، ليس مجرد نقاش قانوني فني حول حقوق النشر، بل هو حوار أعمق حول حدود التعايش بين الإبداع البشري والذكاء الاصطناعي. في الوقت الحالي، هناك عشرات القضايا المشابهة قيد النظر في مختلف المحاكم حول العالم، تشمل شركات مثل Anthropic وMeta وجوجل وOpenAI ومايكروسوفت، فيما يتكون الجانب الآخر من الكتّاب والفنانين المستقلين إلى جانب مؤسسات كبيرة مثل Getty Images وصحيفة نيويورك تايمز. هذه القضايا ستحدد بشكل كبير مستقبل تطوير الذكاء الاصطناعي، سواء كان ذلك عبر تطبيق اتفاقيات جديدة لترخيص حقوق النشر، أو عبر تغيير أساليب تدريب النماذج بالكامل. في حالة Anthropic، التي تأسست عام 2021 وأنتجت سلسلة من النماذج الكبيرة مثل Claude، تم رفع دعوى جماعية في عام 2024 من قبل ثلاثة كتاب، اتهموا الشركة بأنها تقوم بـ "سرقة واسعة النطاق" للكتب المحمية بحقوق النشر. وادعوا أن الشركة تحاول الاستفادة من "التعبير والإبداع البشري" وراء كل عمل دون الحصول على إذن. ومع ذلك، حكم القاضي الفيدرالي William Alsup في 23 يونيو بأن استخدام Anthropic للكتب يعتبر "استخدامًا تحويليًا" وليس بديلاً للأعمال الأصلية، وبالتالي فهو يستوفي شروط الاستخدام العادل وفقًا للقانون الأمريكي لحقوق النشر. وقد أشار القاضي إلى أن النماذج التي طورتها Anthropic تستخرج المعلومات من الآلاف من الأعمال المكتوبة وتولد نصوصًا فريدة، مما يجعل مخرجاتها مبتكرة بطبيعتها. وفي قضية Meta، اتهم 12 كاتبًا الشركة باستخدام ملايين الكتب دون إذن لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، مما يعد انتهاكًا لحقوق النشر. ومع ذلك، اتخذ القاضي Vince Chhabria، المسؤول عن هذه القضية، نهجًا مختلفًا في حججه. رغم أنه دعم وجهة نظر الشركات التكنولوجية، فقد ركز على "تأثير السوق البديل"، مشددًا على أن السؤال الرئيسي دائمًا هو "هل سيؤدي السماح بمثل هذه الأفعال إلى تقويض قيمة السوق للأعمال الأصلية بشكل خطير؟". وفي حكمه الصادر بتاريخ 25 يونيو، أوضح القاضي Chhabria أن السماح لـ Meta بالفوز لا يعني أنها لم تنتهك حقوق النشر، بل لأنه لم يتم تقديم أدلة كافية من قبل الجانب المدعي لإثبات ذلك. كما لاحظ أن قراره يقتصر فقط على 13 من المدعيين ولا يغطي حقوق الملايين من الكتاب الآخرين الذين استخدمت أعمالهم في تدريب النماذج. ومع ذلك، فإن Anthropic وMeta لا تزالان تواجهان اتهامات إضافية، تتعلق بطرق الحصول على الكتب المستخدمة في التدريب، حيث يُزعم أنهما حصلتا عليها من قواعد بيانات مقرصنة. Anthropic ستواجه محاكمة أخرى بسبب هذه الاتهامات، بينما تم طلب من Meta الدخول في مفاوضات مع المدعيين. هذه الأحكام الأولية، رغم أنها تُظهر توجهًا قانونيًا نحو تأييد الاستخدام العادل، إلا أنها ليست النهاية. فالمعركة القانونية ما زالت في بدايتها، وهناك أكثر من 40 قضية أخرى قيد النظر، وقد تدخل بعض منها مرحلة الاستئناف. كما يرى المحامي Amir Ghavi من شركة Paul Hastings أن هذه الأحكام هي بداية للجدل القانوني، وأن كلا الجانبين يمكن أن يجد فيها ما يدعم موقفه. وقد أشار Ghavi إلى أن القضايا الأولى من هذا النوع بدأت منذ عامين، وأن الطريق ما زال طويلاً قبل الوصول إلى قرار نهائي. من جهته، عبر المحامي Tyler Chou، مؤسس ومدير عام شركة Tyler Chou Law for Creators، عن خيبة أمله من هذه الأحكام، مشيرًا إلى أن المدعين كانوا في وضع غير متساوٍ من حيث الموارد، ولم يتمكنوا من تقديم الأدلة والشهادات الخبيرة اللازمة. ومع ذلك، يعتقد Chou أن هذه القضايا هي مجرد جولة أولى في معركة طويلة، وأن الجولات القادمة ستضم مجموعات نشر وشركات موسيقية ومؤسسات إعلامية ذات إمكانات مالية ضخمة. ورغم أهمية هذه القضايا القانونية، فإنها تكشف عن تحدٍ أعمق يواجهه مجتمع الإبداع. فالقلق الحقيقي ليس فقط من انتهاك حقوق النشر، بل من أن هذه الممارسات قد تقوض نماذج الأعمال والسبل المعيشية للمبدعين. كما يثير البعض تساؤلات حول ما إذا كانت محتويات الذكاء الاصطناعي الرديئة قد تؤدي إلى تدهور قيمة الإبداع البشري، وبالتالي إلى جفاف الحافز الأساسي لمشاركة الأعمال مع العالم. بشكل عام، تشير هذه القضايا إلى أن النقاش حول حقوق النشر في عصر الذكاء الاصطناعي غير مستقر بعد، وأن الحلول المناسبة لمثل هذه التحديات ما زالت تحت الإعداد. ومهما كانت النتائج النهائية، فإن هذا الحوار القانوني سيساهم بلا شك في تشكيل مستقبل الإبداع والذكاء الاصطناعي على حد سواء.