HyperAI
Back to Headlines

دراسة تظهر أن الذكاء الصناعي لم يضُر برفاهية العمال رغم مخاوفهم من مستوى رضاهم عن العمل

منذ 8 أيام

مع انتشار الذكاء الصناعي في أماكن العمل حول العالم، يوفر دراسة جديدة أدلة مبكرة تشير إلى أن التعرض للذكاء الصناعي لم يتسبب حتى الآن في أضرار شاملة على الصحة النفسية أو رضا الموظفين عن عملهم. بالفعل، كشفت البيانات أن الذكاء الصناعي قد يكون مرتبطًا بتحسينات طفيفة في الصحة البدنية للموظفين، خاصة أولئك الذين ليس لديهم مؤهل جامعي. الدراسة بعنوان "الذكاء الصناعي ورفاهية العمال"، والتي نُشرت في العاشر من يونيو في دورية Scientific Reports، استخدمت بيانات طولية تمتد لعشرين عامًا من المسح الاجتماعي الاقتصادي الألماني (German Socio-Economic Panel). باستخدام هذه البيانات الغنية، قام الباحثون—أوسيا جيونتلا من جامعة بيتسبرغ ومركز البحوث الاقتصادية الوطنية (NBER)، ولوكا ستيللا من جامعة ميلان ومدرسة الاقتصاد في برلين، وجوهانس كينغ من وزارة المالية الألمانية—باستكشاف كيف أدى التعرض للذكاء الصناعي إلى تأثيرات على العمال مقارنة بأولئك الذين لم يتعرضوا له بكثافة. يقول البروفيسور ستيللا، الذي يرتبط أيضًا بمؤسسات أوروبية مستقلة مثل مركز الدراسات الاقتصادية (CESifo) ومعهد اقتصاد العمل (IZA): "القلق العام حول الذكاء الصناعي حقيقة قائمة، لكن السيناريوهات الأسوأ ليست حتمية". ويضيف: "حتى الآن، نجد قليلًا من الأدلة على أن اعتماد الذكاء الصناعي قد أضر برفاهية العمال بشكل عام. إذا كانت هناك أي تأثيرات إيجابية، فقد تكون الصحة البدنية قد تحسنت قليلاً، ربما بسبب انخفاض شدة العمل البدني والمخاطر العامة في بعض الوظائف المعرضة للذكاء الصناعي". ومع ذلك، تتضمن الدراسة أيضًا أسبابًا للحذر. تعتمد التحليلات بشكل أساسي على قياس محدد للمهام للتعرض للذكاء الصناعي—وهو ما يعتبر أكثر موضوعية—لكن التقديرات البديلة المستندة إلى التعرض الذاتي تكشف عن آثار سلبية طفيفة على رضا الموظفين عن عملهم والحياة بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، يستبعد العينة العمال الأصغر سنًا ويشمل فقط المراحل الأولى من انتشار الذكاء الصناعي في ألمانيا. يؤكد ستيللا: "قد نكون مبكرًا جدًا في منحنى اعتماد الذكاء الصناعي لمشاهدة آثاره الكاملة. يمكن أن تتغير تأثيرات الذكاء الصناعي بشكل كبير مع تقدم التقنيات وانتشارها في مزيد من القطاعات وتغيير العمل بمزيد من العمق". من بين النتائج الرئيسية للدراسة: ركزت الدراسة على ألمانيا، وهي دولة تتمتع بحماية قوية للعمال وتتبع وتيرة تدريجية في اعتماد الذكاء الصناعي. أشار مؤلفو الدراسة إلى أن النتائج قد تختلف في أسواق العمل الأكثر مرونة أو بين الشباب الذين يدخلون أماكن عمل تشبعها الذكاء الصناعي بشكل متزايد. قال جيونتلا من جامعة بيتسبرغ، الذي أجرى أبحاثًا سابقة مهمة حول تأثير الروبوتات على الأسر والعمل وأنواع العمال: "هذه الدراسة هي تصوير مبكر وليس الكلمة الأخيرة". وأضاف: "مع تسارع اعتماد الذكاء الصناعي، فإن مراقبة تأثيراته الأوسع على العمل والصحة أمر ضروري. لا تقضي التكنولوجيا وحدها على النتائج—بل ستحدد المؤسسات والسياسات ما إذا كان الذكاء الصناعي سيحسن أو يضر بظروف العمل". في الختام، تقدم هذه الدراسة رؤية مبكرة ومهمة حول تأثير الذكاء الصناعي على رفاهية العمال، مع التأكيد على ضرورة الاستمرار في المراقبة والبحث لتقييم التأثيرات المستقبلية بشكل أكثر دقة.

Related Links