HyperAI
Back to Headlines

نهاية العمل كما نعرفه: كيف تغير الذكاء الاصطناعي طبيعة الوظائف والقيم الإنسانية؟

منذ 6 أيام

العمل، الذي كان دائمًا مصدرًا للاستقلالية والهوية والمكانة في المجتمع، يواجه تحولًا جذريًا في عصر الذكاء الاصطناعي. في يوليو، أجريت مقابلات مع خبراء من مختلف المجالات، وظهر من خلال هذه اللقاءات صورة معقدة مليئة بالفرص والمخاطر، والكفاءة والاستغلال، والنقلة والتهميش. من منظور القمة، يرى المديرون التنفيذيون أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة للربحية والكفاءة. يوضح الدكتور إليجا كلارك، مستشار في تطبيق الذكاء الاصطناعي، أن المدراء يفضلون أتمتة العمليات لأنها لا تضرب، ولا تطلب زيادة في الأجور، مما يجعلها خيارًا اقتصاديًا جذابًا. وقد أدى هذا إلى تقليل عدد الموظفين، حيث أشار إلى أنه قام بإنهاء 27 من 30 موظفًا في فريق مبيعات بسبب التحول إلى أنظمة ذكية. من جانبه، يرى بيتر ميسكوفيتش، قائد "العمل في المستقبل" في شركة JLL، أن الذكاء الاصطناعي يسرع نمطًا طويل الأمد من تقليل عدد الموظفين مقابل تحسين الأداء، مؤكدًا أن 20% من الشركات الكبرى في عام 2025 ستكون لديها عدد موظفين أقل من عام 2015. ورغم ذلك، يرى أن المكاتب ستبقى لكنها ستتحول إلى مساحات "تجربية" تجذب المواهب. لكن من منظور العمال، تختلف القصة. تشير أديريان ويليامز، التي عملت في مخازن أمازون وكمُسَلِّمة، إلى أن الذكاء الاصطناعي يخلق "عصرًا جديدًا من العمل الإجباري"، حيث يُستخدم بيانات المستخدمين دون إفهامهم، مما يُعتبر نوعًا من الاستغلال. كما يذكر كريستال كاوفمان، التي تعمل على منصة "ميكانيكال تورك" منذ 2015، أن العمال يُعتبرون "الخلفية" التي تُدَرِّب أنظمة الذكاء الاصطناعي، لكنهم يعانون من الأجور المنخفضة وعدم تلقيهم المزايا الأساسية. كما أشارت إلى تأثيرات نفسية سلبية على العمال الذين يقومون بتعديل المحتوى، مثل التعرض لمحتوى حرب طالبته في مشاركة عائلته. من جانبه، يرى أي-جين بُو، رئيس اتحاد العمال المنزليين الوطني، أن العمل في الرعاية الإنسانية، مثل رعاية الأطفال والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، هو نوع من العمل "الإنساني" لا يمكن استبداله بالذكاء الاصطناعي. تؤكد أن العمل يجب أن يكون هدفه تحسين جودة الحياة، وليس الاستغناء عن العمال. وتدعو إلى إنشاء شبكة أمان اقتصادية قوية تضمن حقوق العمال وتقديرهم، مع رفع الحد الأدنى للأجور. تظهر أمامنا مسارات متعددة: إما مسار يعتمد على تطور التكنولوجيا دون قيود، مما يؤدي إلى تفاقم الفجوة الاجتماعية، أو مسار يسعى لدمج التكنولوجيا في خدمة الإنسان، من خلال تعزيز حقوق العمال وتقديرهم. وتشير كاوفمان إلى أن العمال يبدأون بالمقاومة، مطالبين بالاعتراف بحقوقهم. أما ويليامز فتحذر من أن الذكاء الاصطناعي قد يزيد من المعاناة على الفقراء. في النهاية، يصبح السؤال: هل سيستمر العمل في تعريف هويتنا، أم أن التكنولوجيا ستغير المعنى الحقيقي للعمل؟ من المهم اتخاذ قرارات حاسمة الآن، مثل وضع قوانين صارمة، وبناء شبكة أمان قوية، واعتراف العمل البياناتي كعمل حقيقي، وتقدير العمل الإنساني الذي لا يمكن أتمته، مثل الرعاية والعمل المجتمعي. كما يشير كلارك إلى أن الهدف الحقيقي من الذكاء الاصطناعي هو تقليل عدد العمال، وليس تحسين حياتهم. والسؤال الأكبر هو: هل سنسمح لهذه التكنولوجيا بأن تغير ما نحن عليه كبشر؟

Related Links