HyperAIHyperAI
Back to Headlines

الذكاء الاصطناعي الأذكى في العالم يفشل في اختبار جغرافيا لطلاب في الصف الثالث

منذ يوم واحد

بعدmonths من التسريبات والانتظار، أطلقت OpenAI نسختها الأحدث من الذكاء الاصطناعي، GPT-5، مُعلنةً عنها كأقوى نموذج لغوي على الإطلاق، وصفته بـ"فريق من خبراء دكتوراه في جيبك". وقف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للشركة، في قمة التهويل، مُرفقًا منشورًا على منصة X (تويتر سابقًا) بصورة نجمة الموت دون أي نص، كرمز لقوة التهديد التكنولوجي. ووصف تجربة العودة إلى GPT-4 بأنها "مُحبطة"، كأنه يشير إلى تحوّل جذري في مستوى الذكاء الاصطناعي. لكن في لحظة تجريبية بسيطة، كشفت حقيقة مُريرة: الذكاء الاصطناعي الأذكى في العالم لا يزال يعاني من عجز فادح في أساسيات المعرفة البسيطة. سألت GPT-5: "ما هي الولايات الأمريكية التي تقع على الساحل الشرقي؟" وبدلاً من إعطاء إجابة دقيقة، أجاب بجملة مُعقدة ومُبهمة، وحذف من خريطة أمريكية كل الولايات التي تقع على الساحل الشرقي، بما في ذلك نيويورك، ماساتشوستس، وكارولينا الشمالية، وكأنها لم تُرسم أبدًا على الخريطة. الخطأ لم يكن مجرد سهو، بل كان مُتعمّدًا في طريقة العرض: نموذج ذكاء اصطناعي يُفترض أنه يملك معرفة عميقة، ويفهم التفاصيل المكانية، فشل في التعرف على حدود جغرافية واضحة وثابتة. لم يُظهر ترددًا، بل أجاب بثقة مطلقة، وكأنه يُقدّم حقيقة لا يمكن الجدل فيها، بينما كان يُقدّم خريطة مُزيفة. هذا ليس أول مرة يُظهر الذكاء الاصطناعي عجزه عن فهم الحقائق الملموسة. في مقال سابق بعنوان "اختبار棍 الصلب"، كشفت أن النموذج كان قادرًا على كتابة قصيدة رائعة، لكنه لم يُدرِك أن قضيبًا حديديًا مُحترقًا سيحرق الجلد — معرفة بسيطة يمتلكها طفل في الثامنة من عمره. لكن GPT-5 كان يُفترض أن يكون مختلفًا. كان يُقال إنه لا يُركّز فقط على التوليد اللغوي، بل على التفكير المنطقي، والقدرة على التنبؤ، والفهم السياقي. ومع ذلك، فشل في اختبار بسيط جدًا: قراءة خريطة جغرافية. السؤال الذي يطرح نفسه الآن ليس فقط عن قدرات الذكاء الاصطناعي، بل عن المبالغة في التسويق. هل نحن أمام نموذج ذكي حقًا، أم أمام "طائر مُتحدث بذكاء" يُعيد صياغة المعلومات بثقة مُذهلة، لكنه لا يملك وعيًا حقيقيًا بالواقع؟ الحقيقة أن الذكاء الاصطناعي لا يفهم العالم كما نفهمه. لا يرى الخريطة، ولا يشعر بالحرارة، ولا يُدرك أن الحدود الجغرافية ليست مجرد معلومات مخزنة، بل واقع مُلموس. ما يُظهره GPT-5 ليس ذكاءً، بل تمثيلًا دقيقًا لكنه خادعًا للواقع. التحدي لا يكمن في جعل الذكاء الاصطناعي يُجيب بشكل أسرع أو أجمل، بل في تأمين أن يكون قادرًا على التمييز بين الحقيقة والتخمين، بين المعرفة والتقليد. حتى لو كان قادرًا على توليد نصوص تُبهِر، فإن فشله في معرفة ما إذا كانت نيويورك تقع على الساحل الشرقي يُذكّرنا بأن الذكاء الحقيقي لا يُقاس بكمية المعلومات، بل بقدرته على فهم العالم كما هو.

Related Links