HyperAIHyperAI
Back to Headlines

Google يهدد المواقع المستقلة، لكن بعضها لا يجد خياراً سوى الدفاع عنه

منذ 5 أيام

تُعدّ شركة ويكيهاو، التي تقدم إرشادات عملية خطوة بخطوة، واحدة من بين العديد من المواقع الصغيرة التي تواجه تهديداً وجودياً بسبب التحول الرقمي السريع نحو الذكاء الاصطناعي. في جلسة أمام القضاء الأمريكي، أدلت إليزابيث دوغلاس، المديرة التنفيذية للشركة، بشهادة تُظهر تناقضات حادة في موقفها تجاه جوجل: من جهة، تُعدّ جوجل السبب الرئيسي في تراجع حركة المرور إلى مواقعها، ومن جهة أخرى، تُعتبر جوجل الشريك الحاسم لبقائها مالياً. فمع ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي مثل مُدخلات جوجل (AI Overviews) والمحادثات الآلية، أصبح المستخدمون يحصلون على إجابات مباشرة داخل نتائج البحث، ما أدى إلى تراجع كبير في النقرات على المواقع الخارجية. ونتيجة لذلك، انخفضت الإيرادات من الإعلانات على ويكيهاو. ومع ذلك، تؤكد دوغلاس أن نظام الإعلانات الذي تستخدمه ويكيهاو، المدعوم من جوجل، يظل "العنصر المستقر" في نشاطها، رغم تراجع الإيرادات. كما تُسهم اتفاقية ترخيص محتوى مع جوجل في 10 إلى 15% من دخل الشركة، دون أن تمنع جوجل من استخدام محتوى ويكيهاو لتدريب نماذجها الذكية. المحكمة تسعى لفرض حلول لاستعادة المنافسة في سوق أدوات الإعلان المخصصة للمواقع، بعد أن وُجدت جوجل قد احتكرت السوق عبر أدواتها AdX (المنصة الإعلانية) وDFP (أداة إدارة الإعلانات). تطالب وزارة العدل ببيع إحدى أو كليهما، لكن جوجل تجادل بأن ذلك قد يُسبب أضراراً لشركات صغيرة مثل ويكيهاو. ودعمت دوغلاس هذا الرأي، معتبرة أن تغيير نظام الإعلانات سيُضيع وقتاً ثميناً في مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها، خاصةً مع تزايد مخاطر "الانهيار الرقمي" للويب المفتوح. لكن خلال الاستجواب المتقاطع، تبين أن دوغلاس لم تكن على دراية بالآليات المعقدة التي استخدمتها جوجل لتعزيز هيمنتها، مثل التلاعب في مزادات الإعلانات لرفع نسبة العمولة (take rate) فوق المستويات المنافسة، أو ربط أدواتها بشبكة إعلاناتها الخاصة لخلق احتكار غير قانوني. كما لم تكن تدرك أن مصدر "الطلب الفريد" الذي تقدمه جوجل للمعلنين يعود إلى شبكتها الداخلية، التي تم استخدامها بشكل غير عادل لتعزيز مكانتها في السوق. هكذا، تُظهر شهادة دوغلاس تناقضات حادة: جوجل هي من أوجد التهديد، لكنها تُعدّ أيضاً المُساعِد الوحيد في الوقت الحالي. ورغم انتقاداتها لسلوكيات جوجل، فإنها تخشى من أن تُفرض حلول تُفكك أدواتها، ما قد يُهدد ما تبقى من استقرار مالي. ففي عالم يتغير بسرعة، تبقى جوجل، بجميع مظاهرها، المُتَّكَل عليه الوحيد، حتى لو كان هذا الاعتماد مُحَفّزاً على التهديد نفسه.

Related Links