أداة ذكاء اصطناعي لقياس رطوبة التربة تُحدث طريقة إدارة الري والاحتراق المُقلّل من الوقود في تاسمانيا وخارجها

أطلقت باحثون من جامعة سيدني أداة ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لقياس رطوبة التربة، تُعدّ خطوة رائدة في تحسين إدارة الموارد الزراعية والبيئية في تاسمانيا، وتمتد تأثيراتها إلى مناطق أخرى حول العالم. تم تصميم الأداة لتوفير بيانات دقيقة وحقيقية عن حالة التربة في الوقت الفعلي، مما يمكّن المزارعين، ومسؤولي الري، والسلطات الحكومية، وفرق مكافحة الحرائق من اتخاذ قرارات مبنية على بيانات موثوقة. تعتمد الأداة على خوارزميات ذكاء اصطناعي متقدمة تُحلّل بيانات من أقمار صناعية متعددة، بالإضافة إلى بيانات جوية وميدانية، لتقديم خرائط تفاعلية تُظهر توزيع رطوبة التربة على مساحات شاسعة. هذه الخرائط تُحدّث بشكل دوري، وتُظهر التغيرات الدقيقة في الرطوبة عبر الفصول، ما يتيح اكتشاف المناطق المعرضة للجفاف أو الترطيب الزائد قبل حدوث أضرار. للمزارعين، تُعدّ هذه الأداة أداة حيوية لتحسين كفاءة الري، حيث تقلل من الهدر المائي وترفع من إنتاجية المحاصيل. بدلاً من الري بناءً على التقديرات أو الجداول الثابتة، يمكنهم الآن تخصيص كميات المياه بدقة حسب الحاجة الفعلية لكل منطقة، مما يقلل التكاليف ويعزز الاستدامة. أما مسؤولو الري، فيستفيدون من الأداة لتنسيق عمليات التوزيع المائي على مستوى المحافظات، خاصة في المناطق التي تعاني من ندرة المياه أو التغيرات المناخية المتطرفة. كما تساعد في تطوير استراتيجيات تخطيط مائية أكثر ذكاءً، تأخذ بعين الاعتبار التغيرات الموسمية والمناخية طويلة الأمد. من جهة أخرى، تُسهم الأداة في تحسين عمليات الحد من المخاطر الناتجة عن الحرائق. من خلال تحديد المناطق ذات الرطوبة المنخفضة، يمكن للسلطات تحديد المواقع الأكثر عرضة للاشتعال، مما يمكّن من تنفيذ حملات إزالة الأعشاب الجافة (الحروق الوقائية) في الوقت المناسب، وتقليل احتمال انتشار الحرائق الكبيرة. كما تُعدّ هذه الأداة مفيدة في إدارة المراعي، حيث تساعد في تقييم صحة العشب وتحديد المناطق التي تحتاج إلى تغذية أو راحة من الرعي، مما يسهم في الحفاظ على التوازن البيئي وتحسين جودة المراعي على المدى الطويل. يُعدّ هذا المشروع نموذجًا مبكرًا لدمج التكنولوجيا الحديثة مع الممارسات الزراعية والبيئية، ويُظهر كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا محوريًا في مواجهة التحديات المرتبطة بتغير المناخ. وقد أشاد الخبراء بالابتكار، مشيرين إلى أنه يمكن تكييفه بسهولة لتطبيقات مشابهة في مناطق أخرى حول العالم، خاصة في الدول التي تعاني من قلة الموارد المائية أو تشهد تقلبات مناخية متزايدة. مع استمرار تطوير الأداة وتوسيع نطاق استخدامها، تُظهر هذه المبادرة كيف يمكن للبحث الأكاديمي أن يتحول بسرعة إلى حلول عملية تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة المجتمعات، وتدعم الاستدامة البيئية والاقتصادية في آنٍ واحد.