الرئيس التنفيذي السابق لتويتش يحذّر القادة من التفويض المفرط في اتخاذ القرارات الكبرى
كان إيميت شير، الرئيس التنفيذي السابق لمنصة البث المباشر تويتش، ورئيسًا مؤقتًا في شركة OpenAI، حذر في مقابلة حديثة من خطورة التفويض المفرط في اتخاذ القرارات الكبرى داخل الشركات. ورغم التقدير الكبير الذي يُمنح للتفويض كأحد مهارات القيادة الفعّالة، أشار شير إلى أن تجربته في قيادة تويتش أظهرت أن التفويض المفرط يمكن أن يؤدي إلى تراجع في المبادرة، وتبطيء عملية اتخاذ القرار، وفقدان الرؤية الاستراتيجية. بدأ شير بالتفويض في مراحل مبكرة من نمو تويتش، واعترف بأنه كان له فوائد، خاصة في تعيين خبراء مثل المدير التقني، إذ لم يكن يمتلك المعرفة التقنية الكافية لاتخاذ قرارات هندسية. لكنه لاحظ أن هذه الممارسة تحولت بمرور الوقت إلى تجنب التدخل حتى حين كانت القرارات تبدو غير صحيحة. "كنت أعتقد أنني لست مخولًا بالتدخل، لأنني قمت بتعيين خبراء"، كما قال، مضيفًا أن هذا التفكير كان خطأً جسيمًا. في رسالة إلكترونية إلى موقع Business Insider، كتب شير أن التفويض المفرط يُضعف القدرة على اتخاذ قرارات جريئة، ويقلل من كفاءة الشركة على المدى الطويل. ورغم أن شير يدير الآن شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تُدعى Softmax، وهي أصغر بكثير من تويتش، إلا أنه أشار إلى أنه تعلّم من تجربته، وطور قدرته على التمييز بين المهام التي يمكن التفويض فيها، والقرارات التي تتطلب تدخلًا مباشرًا من الرئيس التنفيذي. وأكد شير أن "الCEO هو الوحيد الذي يملك السياق الكامل للشركة"، لأن وظيفته ليست فقط إدارة العمليات، بل أيضًا فهم التحديات الاستراتيجية والرؤية طويلة المدى. وقال إن من يُسند إليهم المهام، رغم نواياهم الطيبة، غالبًا ما يفتقرون إلى الفهم الشامل لما تفعله الشركة، وبالتالي لا يمكنهم اتخاذ قرارات حاسمة بثقة. تأتي هذه الرؤية في سياق مفهوم "حالة المؤسس" (founder mode) الذي يروّجه العديد من قادة التكنولوجيا في سيليكون فالي، ويعني أن القيادة الفعّالة تتطلب توازنًا بين التفويض والمشاركة المباشرة في اتخاذ القرارات الحاسمة. يُعتبر هذا المفهوم مرتبطًا بفكرة بول غراهام، أحد مؤسسي Y Combinator، الذي انتقد فكرة أن "تُعيّن أشخاصًا جيدين وتركهم يفعلون ما يحلو لهم"، معتبرًا أنها تؤدي غالبًا إلى تفويض مسؤوليات كبيرة لأشخاص لا يفهمون السياق الكلي. شِير، الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي المؤقت في OpenAI أثناء إقالة سام ألتمان عام 2023، يؤكد أن القيادة الفعّالة لا تعني فقط تفويض المهام، بل أيضًا تمييز ما هو مقبول في حال الخطأ كتجربة تعليمية، وما هو مطلوب فيه التدخل الفوري. وفقًا له، التعلم يأتي من ارتكاب الأخطاء، لكنه لا يُمكن أن يحدث إذا تخلّى القائد عن مسؤوليته في اتخاذ القرار.