Salesforce CEO: 50% من العمل يتم بواسطة الذكاء الاصطناعي
في مقابلة حديثة مع بلومبرج قال الرئيس التنفيذي لشركة Salesforce مارك بينيوфф إن ما يصل إلى ٣٠٪ إلى ٥٠٪ من العمل في شركته يتم حاليًا بواسطة الذكاء الاصطناعي هذا الحديث جاء بعد اجتماع مع رئيس الهندسة في الشركة حيث تم مناقشة مستويات الإنتاجية في وظائف أساسية مثل الهندسة البرمجة الدعم والخدمة وبينيوфф أكد أن هذا الأمر سيستمر ودعا الجميع للتأقلم مع فكرة أن الذكاء الاصطناعي يمكنه القيام بأعمال كانت تقوم بها البشر في السابق وأنه يمكن للعاملين التحرك نحو أعمال ذات قيمة أعلى بينما يبدو أن هذا الرقم يثير بعض الشكوك نظرًا لميل بينيوфф إلى الإدعاءات الكبرى فقد طلب من قسم العلاقات العامة في Salesforce التوضيح ولكن لم يتم الحصول على رد حتى الآن ومع ذلك فإن هذه المعلومة تثير تساؤلات حول مصير ٧٦٤٥٣ شخصًا كانوا يعملون في الشركة حتى يناير ٢٠٢٥ خاصة أن الشركة أعلنت في فبراير عن تسريح حوالي ١٠٠٠ شخص بينما تخطط أيضًا لتوظيف ١٠٠٠ شخص آخرين للتركيز على بيع تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بها Agentforce وهذا يعني أن Salesforce تستعد لتوظيف البشر ليبيعوا الذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن يستبدل بعض القوى العاملة البشرية وهو ما يمكن اعتباره أحد الآفات العشر لتقدم الرأسمالية بينيوфф و Salesforce ليسا الوحيدين الذين يدفعون نحو ثورة الذكاء الاصطناعي ففي وقت سابق من الشهر الجاري كشف الرئيس التنفيذي لشركة أمازون آندي جاسي في رسالة إلى الموظفين عن خطط لاعتماد الذكاء الاصطناعي الجينيراتيفي عبر عمليات الشركة مما قد يؤدي إلى الحاجة لـ «أقل عدد من الأشخاص لبعض الوظائف التي يتم القيام بها اليوم» هذا يبدو أنه الرسالة الأساسية وراء تبني الذكاء الاصطناعي في معظم الشركات التقنية الاستعداد للتسريحات الوظيفية فالوادي التقني تحول من التباهي بعدد الوظائف التي يمكنه إنشاؤها إلى التباهي بكيفية تقليل حجم قوته العاملة شركة مايكروسوفت على سبيل المثال تخضع حاليًا لجولة ثانية من التسريحات بعد خفض موظفيها بمقدار ٦٠٠٠ في مايو وتحويل الكثير من أموالها إلى استثمارات في الذكاء الاصطناعي أما شركات أخرى مثل غوغل وبامبل فقد قامت بتقليص عدد العاملين في أقسام معينة داخل شركاتها وفقًا لموقع Layoffs fyi فقد أبلغت صناعة التكنولوجيا عن تسريح أكثر من ٦٣٠٠٠ عامل في عام ٢٠٢٥ حتى الآن غالبًا ما يكون اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي هو السبب الكامن وراء هذه التسريحات سواء تم إعلان ذلك صراحة أم لا مؤخرًا تحدث برايان ميرشانت مؤلف كتاب Blood in the Machine: The Origins of the Rebellion Against Big Tech مع عمال تكنولوجيا تأثرت أعمالهم بالذكاء الاصطناعي حيث توصل إلى أن هذه التقنية إعادة تشكيل الوظائف والقوى العاملة بشكل عام فعلى سبيل المثال قال موظف في CrowdStrike إن الشركة قدمت تسريح العمال حديثًا على أنه قطع لأداء ضعيف لكن العديد من هؤلاء كانوا موظفين جدد قررت الشركة أنهم قابلون للتعويض بـ «الذكاء الاصطناعي» بينما أفاد موظف في Dropbox أن فريقه الذي كان يعمل على تحسين موثوقية الخدمة تم تسريحه لصالح ترويج أداة جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي هذه التغييرات تشير إلى أن تبني الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى إعادة هيكلة كبيرة في القوى العاملة وقد يترك العديد من الموظفين بدون وظائف في نهاية المطاف ورغم أن بينيوфф يشجع على التحرك نحو أعمال ذات قيمة أعلى إلا أن الواقع قد يكون أكثر تعقيدًا بالنسبة للعديد من العمال الذين قد يجدون صعوبة في العثور على فرص عمل أخرى في مجالات تكنولوجيا المعلومات المتقدمة الذكاء الاصطناعي يعد بزيادة الإنتاجية وتقليل الأخطاء ولكنه أيضًا يثير مخاوف بشأن الأمن الوظيفي والاستقرار الاقتصادي للعمال هذا يتطلب من الشركات إعادة النظر في استراتيجياتها وعدم التركيز فقط على المكاسب القصيرة الأجل وإنما الاهتمام بالتأثيرات طويلة المدى على موظفيها وعلى المجتمع بشكل عام كما يحتاج العمال إلى التدريب وإعادة التأهيل للتكيف مع التغيرات في سوق العمل ويجب على المسؤولين الحكوميين والمشرعين وضع سياسات تدعم الانتقال السلس للعمال من الوظائف التقليدية إلى الوظائف الجديدة التي تتطلب مهارات مختلفة في النهاية فإن الذكاء الاصطناعي يقدم فرصًا وأخطارًا متساوية على الشركات والعمال يجب التعامل معه بحكمة وحذر لضمان الاستفادة منه بطريقة مسئولة ومستدامة