علماء يطورون أنظمة ذكاء اصطناعي لتعزيز سلامة وفعالية مفاعلات الاندماج النووي
قام فريق من الباحثين في الأكاديمية الصينية للعلوم في هيفي بتطوير نظامين مبتكرين للذكاء الاصطناعي، يهدفان إلى تعزيز سلامة وفعالية المفاعلات النووية الاندماجية. وقد قدم الفريق حلين مختلفين تعتمدان على الذكاء الاصطناعي، حيث تم تصميم أولهما كنظام للتنبؤ بالانقطاعات، وهو يعتمد على نموذج شجرة القرار القابلة للتفسير، مما يسمح بتحليل العلامات المبكرة التي تشير إلى حدوث انقطاعات، وخاصة تلك الناتجة عن "نمط القفل"، وهو ظاهرة غير مستقرة شائعة في البلازما. على عكس النماذج التقليدية التي تُعتبر "صندوقًا أسودًا"، فإن هذا النموذج لا يُقدّم فقط نتائج التنبؤ، بل أيضًا تفسيرًا للإشارات الفيزيائية التي تؤدي إلى الإنذار. أما الحل الثاني، فقد تم تصميمه كأداة لمراقبة حالة البلازما، ويعتمد على نموذج التعلم متعدد المهام. مقارنةً بالأنظمة التقليدية التي تعمل بشكل منفصل، يتيح هذا النظام تحليلًا متزامنًا لتصنيف أنماط التشغيل مثل "النمط L" و"النمط H"، كما يُكتشف أيضًا أنماط "الانفجار المحلي" (ELM)، مما يزيد من سرعة المعالجة ودقة النتائج. وقد حقق هذا النظام نجاحًا بنسبة 96.7% في تصنيف الظروف الفيزيائية للبلازما في الوقت الفعلي، مما يُسهم في تحسين موثوقية تشغيل المفاعلات بشكل مستمر. يُعد هذا التقدم خطوة مهمة في مجال الطاقة الاندماجية، حيث تُعتبر سلامة البلازما والتشغيل المستمر من العقبات الرئيسية التي تواجه تطوير المفاعلات النووية الاندماجية. ويعتبر استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه المجالات دليلًا على التطور السريع في تطبيقات التكنولوجيا لدعم الأبحاث العلمية والتطبيقات العملية. يُتوقع أن تساهم هذه الأنظمة في تسريع تطوير الطاقة الاندماجية كمصدر مستدام وآمن للطاقة، مما يفتح آفاقًا جديدة في مجال الطاقة المستقبلية.