ربما يكون حقيقيًا، ربما يكون سورا: هل تشهد صناعة التكنولوجيا تحولًا جذريًا مع ظهور منصات ذكاء اصطناعي اجتماعية؟
في أسبوع حافل، تُظهر شركة OpenAI كيف تُعيد تعريف قواعد اللعبة في عالم التكنولوجيا. لا تكتفي بتطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة، بل تطبّق في آنٍ واحد كل أدوات النجاح التي تُتبع في صناعة التقنية: تُوسع نطاق تطبيق ChatGPT عبر إضافة ميزات تشبه نظام التشغيل، وتوفر أدوات مطوّرين لدمج الذكاء الاصطناعي في تطبيقاتهم، وتُبرم صفقات واسعة مع شركات تصنيع الرقائق، حتى إن كانت تُشبه حلقة مفرغة من الترابط المتبادل. والأكثر إثارة: تُطلق ما يُشبه منصة "تيك توك" مبنية على الذكاء الاصطناعي، تُعرف باسم Sora. في حلقة "فييرج كاست"، يحلّل المذيعون ديفيد وجاك، مع مراسل "الفييرج" هايدن فيلد، الذي حضر حدث Dev Day، التحولات الكبيرة التي تشهدها OpenAI. يصف فيلد الأجواء في الحدث، التي تخلط بين التفاؤل التكنولوجي والغموض في الرؤى الاستراتيجية، خاصةً عندما يتعلق الأمر بتمدد ChatGPT خارج حدود المحادثة النصية إلى بيئة تطبيقات حقيقية. لكن السؤال الأكبر يبقى: ما الهدف من كل هذا التوسع السريع؟ وهل يُعدّ هذا توسّعًا حقيقيًا أم تكتيكًا لاستغلال الموجة الحالية؟ ومن بين أبرز المفاجآت، مشاركة جوني إيف، المصمم الشهير، في الحديث عن أجهزة ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي. ومع أن الحدث كان مُنتظرًا، إلا أن ما كُشف عنه لم يُحدث تأثيرًا كبيرًا، حسب قول فيلد، الذي أقرّ بأنه لم يتعلم شيئًا جديدًا من كلماته. أما Sora، فتُعدّ النقطة الأكثر جاذبية في المشهد. لا يُخفى أن التطبيق يثير التساؤلات حول مستقبل المحتوى الرقمي، لكنه يحمل شيئًا مختلفًا: جاذبية عاطفية، وطاقة ثقافية، تشبه تلك التي أحدثتها منصات مثل إنستغرام في بداياتها. رغم أننا لا نعرف بعد إن كان بإمكانه البقاء بعد زوال الحماس الأولي، إلا أن OpenAI أصبحت خبيرة في خلق "لحظات ثقافية" — سواء كانت مفيدة أم مُربكة. السؤال الأهم ليس فقط ما إذا كانت Sora ستنجح، بل ماذا يعني هذا التوسع المتسارع لـ OpenAI في سياق المنافسة العالمية. هل نحن أمام منصة تواصل جديدة أم مجرد تجربة محدودة تُستخدم لاختبار حدود الذكاء الاصطناعي؟ بغض النظر عن الإجابة، فإن OpenAI تُثبت أنها ليست مجرد مُطوّر نماذج، بل صانعة لاتجاهات. والمستقبل، كما يبدو، لن يُكتب فقط بالكود، بل بالصور والفيديوهات التي يُولّدها الذكاء الاصطناعي.