مايتا تخطط لمشاركة تكاليف بنية الذكاء الاصطناعي عبر بيع أصول بقيمة 2 مليار دولار
تسعى شركة ميتا بPlatforms إلى تخفيف الأعباء المالية الناتجة عن تطوير البنية التحتية الضخمة الضرورية لدعم تطور الذكاء الاصطناعي، من خلال خطوة استراتيجية جديدة أعلنت عنها في إفصاح رسمي يوم الخميس. وتشمل هذه الخطوة بيعًا مباشرًا لجزء من أصولها في مراكز البيانات بقيمة 2 مليار دولار، في إطار جهود متواصلة لجذب شركاء خارجيين لمشاركة التكاليف الهائلة المرتبطة بالاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي. يأتي هذا القرار في سياق تزايد الحاجة إلى بنى تحتية قوية تُمكّن ميتا من تدريب وتشغيل نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة، مثل تلك المستخدمة في منصات التواصل الاجتماعي، والبحث، وخدمات الترجمة التلقائية، وتحليل الصور والفيديو. ورغم التقدم الكبير الذي حققته الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن التكاليف المرتبطة ببنية البيانات، وطاقة التبريد، وشراء وحدات معالجة متخصصة، أصبحت عبئًا ماليًا كبيرًا. من خلال بيع أصول مراكز البيانات، تسعى ميتا إلى تحصيل تمويل مباشر لاستمرار تطوير منتجاتها، مع الحفاظ على سيطرتها على العمليات الأساسية. وتشير التقديرات إلى أن هذه الخطوة قد تُسهم في تقليل الضغط على الميزانية التشغيلية، وتمكّن الشركة من إعادة توجيه الموارد نحو تطوير تقنيات جديدة، وتحسين كفاءة الأنظمة الحالية. يُعد هذا المسعى جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تنويع مصادر التمويل، وتشجيع الشراكات الاستراتيجية مع شركات الطاقة، وشركات التكنولوجيا، وحتى مستثمرين مؤسسيين، لبناء مراكز بيانات متطورة تُلبّي متطلبات الذكاء الاصطناعي الحديث. وتعكس هذه الخطوة تحولًا في نموذج العمل التقليدي، حيث تنتقل ميتا من نموذج التمويل الذاتي الكامل إلى نموذج يعتمد على التعاون والمشاركة في المخاطر والفوائد. من الجدير بالذكر أن ميتا لم تُعلن عن التفاصيل الكاملة لعملية البيع، مثل هوية المشترين المحتملين أو المواقع الجغرافية للمرافق المباعة، لكنها أكدت أن العملية ستتم ضمن إطار تقييم دقيق يضمن الحفاظ على كفاءة الأداء وضمان استمرارية العمليات. كما أشارت إلى أن الأصول المباعة لا تشمل البنية التحتية الحيوية المتعلقة بالخدمات الأساسية للمنصات، مثل خوادم التواصل أو أنظمة التخزين الأساسية. في ظل المنافسة المتصاعدة بين شركات التكنولوجيا الكبرى مثل جوجل، أمازون، ومايكروسوفت، في مجال الذكاء الاصطناعي، تُعد هذه الخطوة استجابة استراتيجية لضمان القدرة التنافسية على المدى الطويل. فبينما تواصل ميتا الاستثمار في البحث والتطوير، فإن تقليل العبء المالي عبر تمويل خارجي يُعد خطوة حاسمة لضمان استدامة مسيرتها في هذا المجال. ويمثل هذا التحرك أيضًا تحوّلًا في نظرة الشركات الكبرى نحو البنية التحتية التكنولوجية، حيث تنتقل من نموذج الملكية المطلقة إلى نماذج تعاونية تُسهم في تسريع الابتكار وتقليل التكاليف.