علماء في معهد ميونيخ للروبوتيك يطورون "شجرة الروبوتات" لقياس حساسية الروبوتات ذاتياً

كشف باحثون في معهد ميونيخ لروبوتات الذكاء والآليات الذكية (MIRMI) التابع للجامعة التقنية في ميونيخ عن "شجرة الروبوتات"، وهي نظام تصنيف جديد لقياس حساسية الروبوتات المستقلة. تعتبر الحساسية أمرًا حاسمًا لضمان التفاعل الآمن والمرن بين الإنسان والروبوت، لكن لم يكن هناك طريقة موحدة لتقييمها حتى الآن. وقال البروفيسور آخيم ليليانتال، نائب مدير MIRMI وأستاذ إدراك الأنظمة الذكية في الجامعة التقنية بميونيخ: "يمكن لهذا النظام الجديد أن يفتح الطريق أمام شهادة جودة للسوق المتنامية للروبوتات. معرفة قدرات نظام الروبوت هي مساعدة كبيرة للصناعة، حيث تريد الشركات استغلال أفضل للأنظمة الروبوتية." بدأ الباحثون بتحليل وتقييم الروبوتات ذات الذراع الواحدة من مختلف الشركات المستخدمة في الصناعة والبحث. رغم مظهرها المتشابه، فإن هذه الذراعين الروبوتيتين تمتلك خصائص مختلفة في أجهزة الاستشعار، المحركات، وأنظمة التحكم الداخلية، مما يؤدي إلى فروقات كبيرة في قدراتهم الأساسية: فبعضها يتفوق في القوة والدقة، بينما آخر مصمم للتفاعل المرن والحساس مع البيئة والقطع التي يعمل عليها. للتوضيح لهذه الاختلافات والتطورات المستمرة في مجال الروبوتات، أنشأ الباحثون في مركز MIRMI للذكاء الاصطناعي وسلامة الروبوتات وأداؤها "شجرة الروبوتات". مستوحاة من "شجرة الحياة" لشارل داروين، توضح هذه التصورة التكيفات المختلفة للأنواع الروبوتية مع بيئاتها الخاصة. حدد الباحثون 25 قياسًا محددًا لوصف حساسية الروبوت أثناء الاتصال الجسدي. تساعد هذه القياسات في تحديد ما إذا كانت القوة المطبقة على السطح تتوافق مع القوة المقصودة، أو ما إذا كان الروبوت يمكن أن يسبب إصابات للبشر. يتم إنشاء رسمة عناكب من هذه الـ25 قياسًا للسماح بتقييم سريع للحساسية الروبوتية، حتى بالنسبة للأفراد الذين ليس لديهم معرفة متخصصة. وفقًا لأدائهم، يتم تصنيف الأنظمة الروبوتية إلى روبوتات صناعية، روبوتات مشتركة (cobots)، روبوتات ناعمة، وروبوتات تكتيلية. على سبيل المثال، يتم تقييم الروبوتات الجراحية بشكل أساسي على دقتها، بينما يتحول التركيز في التطبيقات المستودعية أو المصنعية إلى القوة والمتانة—قدرتهم على القيام بحركات تكرارية لفترات زمنية طويلة. قال روبن كيرشнер، مدير المختبر: "ندمج المؤشرات الحالية للحركة مع المؤشرات الجديدة للتكتيلية لتقديم أول مراجعة شاملة لقدرات التفاعل الجسدي الأساسية لنظام روبوتي." نشر الفريق دراسة بحثية بعنوان "تصنيف الروبوتات حسب اللياقة الأداء إلى شجرة الروبوتات" في مجلة Nature في فبراير 2025. وأكد البروفيسور لورينزو مازيا، المدير التنفيذي للمعهد MIRMI: "بناءً على فكرة الأصل، أنا متأكد أن مركز الذكاء الاصطناعي وسلامة الروبوتات وأداؤها في MIRMI سيتطور إلى مركز اختبار وطني مستقل للروبوتات في ألمانيا." يقوم مجلس إدارة مكون من خمسة أعضاء بالإشراف على استراتيجية البحث والابتكار في MIRMI، والمحتوى التعليمي الأساسي، وإنشاء مجموعات تركيز جديدة. ويشمل المجلس البروفيسور آخيم ليليانتال، والبروفيسور لورينزو مازيا، بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء آخرين من مختلف المجالات العلمية والتقنية. تقييم الحدث من قبل مختصين أكد الخبراء في مجال الروبوتات أن هذا النظام الجديد سيفتح آفاقًا جديدة لل teste وتطوير الروبوتات. كما أنه سيساعد الشركات على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن اختيار الأنظمة الروبوتية المناسبة لاحتياجاتها، مما سيعزز السلامة والأداء في مختلف التطبيقات الصناعية والبحثية. نبذة تعريفية عن الشركة تأسست MIRMI في الجامعة التقنية بميونيخ بهدف دفع حدود البحث والابتكار في مجال الروبوتات والأنظمة الذكية. يضم المعهد فريقًا من الباحثين والمهندسين المتميزين الذين يعملون على تطوير تقنيات جديدة تساعد في تحقيق التفاعل الآمن والفعال بين الإنسان والروبوت. يعمل المركز أيضًا على تطوير معايير وأدوات لاختبار وتحسين أداء الروبوتات، مما يجعله مركزًا رائدًا في هذا المجال.