Elon Musk يحوّل روبوت المحادثة الذكاء الاصطناعي إلى محرك للخيال الذكوري
إليون ماسك يحوّل محادثة الذكاء الاصطناعي إلى أداة لتجسيد الرغبات الذكورية منذ بدء إطلاق ميزة "جروك إميجين" ضمن نسخة "سوبر جروك" من محادثة الذكاء الاصطناعي التابعة لشركة xAI، لم يُخفِ ماسك تفضيله الواضح لعرض صور ومقاطع فيديو مُولَّدة بالذكاء الاصطناعي تُظهر نساءً بأسلوب جذاب وملفت، يعتمد على صور نمطية تُلبي رغبات ذكورية مُتكررة. خلال أسبوع واحد، تحول حساب ماسك على منصة X (سابقًا تويتر) إلى معرضٍ مفتوح لصور نسائية مُصوَّرة بأسلوب سينمائي، تُظهر نساءً بملابس مثيرة، من جنود وحرب، إلى نماذج بملابس داخلية، أو نساء يرتدين ملابس جلدية بأسلوب بدوية، وكثير منها في وضعيات تُبرز التمثيلات التقليدية للسلطة والضعف، أو التمثيلات المُستوحاة من ثقافة البِدِم (BDSM) أو نمط "الجمال الضعيف". مما يلفت الانتباه، أن ماسك لم يُظهر أي من مفاهيم التصميم المستقبلية، أو المناظر الطبيعية، أو الأعمال الفنية التجريدية، بل اخترق نمطًا مُحدّدًا من التصوير يُركز على الجسد الأنثوي كمصدر للإثارة، ويُستخدم في كثير من الأحيان بأسلوب يُعزز من الرؤية الذكورية للأنثى. حتى في مقاطع الفيديو التي أنشأها، مثل تلك التي تُظهر امرأة تُقلب ظهرها بطلب "الدوران"، يظهر أن الهدف ليس التعبير الفني أو التصميم التقني، بل إثارة التفاعل عبر الرغبة. هذا النهج لا يُعد مصادفة. ماسك، الذي يُعتبر شخصية مُلهمة في ما يُعرف بـ"المنصة الذكورية" (manosphere)—مجموعة من المواقع والمجتمعات التي تروج لمفاهيم مُبالغة في الذكورة والهيمنة الذكورية—يُظهر من خلال اختياره الصور تواصلًا مباشرًا مع هذه الفئة. في هذا السياق، التمثيلات الجنسية، والسلطة، والأنثى المثالية، ليست مجرد عناصر جمالية، بل رمزية ثقافية تُستخدم لبناء هوية وانتماء. الانتقادات السابقة لتقنيات الذكاء الاصطناعي كانت تركز على تحيّزات المُطوّرين، لكن ما يميز هذه الحالة هو وضوح التوجه التسويقي: ماسك لا يُخفِ أن جروك إميجين مُصمم لجذب جمهور ذكوري، وربما يُعتبر جزءًا من استراتيجية تنافسية في سباق الذكاء الاصطناعي. في عالم يُعتمد فيه على جذب الانتباه، يُعد "الجنس" وسيلة فعّالة، خصوصًا في جمهور يُفضّل المحتوى المُباشر والمُثير. حتى حساب جروك الرسمي شارك في هذه الرسالة، حيث علّق على إحدى منشورات ماسك قائلاً: "نشكرك على عرض ميزة التصوير المتحرك! نحن متحمسون لتحديث الصوت، الذي سيُفتح آفاقًا إبداعية جديدة. ما المشهد التالي الذي نُريد توليد فيديو له؟" هذه العبارة، رغم طابعها التسويقي، تُظهر أن الهدف ليس التطور التقني بحد ذاته، بل خلق تجربة تُلبّي رغبات جمهور محدد. في النهاية، جروك إميجين لم تعد مجرد أداة لتحويل النصوص إلى صور، بل تحوّلت إلى منصة لتجسيد رؤية ثقافية مُحددة، تُعبّر عن رؤية ماسك، وجمهوره، وطموحه في التفوق في سوق الذكاء الاصطناعي، عبر ما يُمكن تسميته: "الذكاء الاصطناعي كأداة لتجسيد الرغبات".