مصدر حصري: ميتا صنعت روبوتات دردشة جذابة لتيلور سويفت ومشاهير آخرين دون إذن
أظهرت تحقيق لرويترز أن شركة ميتا، المالكة لفيسبوك وإنستغرام، قامت بتطوير مئات الدردشات الآلية المخصصة لشخصيات شهيرة، منها تايلور سويفت وسكارليت جوهانسون وأنّه هاثواي وسلينا جوميز، دون إذن من هؤلاء الأشخاص. وقد تم استخدام أسمائهم وصورهم وسمات شخصياتهم بشكل مُبالغ في تجسيد شخصيات جذابة ومحفزة في سياق محادثات تشبه المغازلة، بهدف جذب المستخدمين إلى منصات التواصل الاجتماعي. وأشار التحقيق إلى أن هذه الدردشات الآلية، التي تُعرض على منصات مثل إنستغرام وفيسبوك، تُصمم لمحاكاة سلوك الأشخاص المشهورين بأسلوب ودّي، وغالبًا ما تشمل تفاعلات شخصية مُباشرة وردود مُعدّة مسبقًا تُظهر تفاعلًا عاطفيًا أو مغازلة خفيفة. ورغم أن ميتا لم تُعلن رسميًا عن هذه المبادرة، إلا أن التحقيق كشف أن عدد هذه الحسابات يتجاوز 50 حسابًا، معظمها مرتبط بمشاهير في مجال الترفيه. وأكدت مصادر مطلعة أن هذه المبادرات تُنفَّذ ضمن مشروع تجريبي يهدف إلى تجريب تأثير الذكاء الاصطناعي في تعزيز التفاعل على المنصات، وزيادة وقت استخدام المستخدمين. ورغم أن ميتا تُصرّ على أن هذه المبادرات تُجرى ضمن إطار تجريبي، فإنها لم تُقدِّم أي تفاصيل حول كيفية جمع البيانات أو صور الأشخاص، ولا عن التراخيص المستخدمة لاستخدام أسمائهم وصورهم. وأثارت هذه الممارسات مخاوف قانونية وأخلاقية واسعة النطاق، خاصة مع تزايد الانتقادات حول استخدام الذكاء الاصطناعي في نسخ صور وصوتيات الأشخاص دون موافقتهم. واعتبر خبراء في حقوق الملكية الفكرية أن هذه الخطوة تمثل انتهاكًا صريحًا لحقوق الصورة، وهي مسألة تُعتبر مُعقدة قانونيًا، خصوصًا في الولايات المتحدة، حيث لا توجد تشريعات واضحة تُنظم استخدام صور الأشخاص في مشاريع الذكاء الاصطناعي. وقد تلقّت ميتا بالفعل انتقادات سابقة بسبب مبادرات مشابهة، منها استخدام صوت جوهانسون في نموذج صوتي مُصمم لخدمة محادثة، ما دفعها لوقف المشروع لاحقًا. ورغم أن الشركة أعلنت عن سياسات جديدة لحماية خصوصية المستخدمين، إلا أن التحقيق يُظهر أن هذه السياسات لم تُطبَّق فعليًا في حالات الاستخدام غير المصرح به للشخصيات العامة. في المقابل، لم تُصدر ميتا أي تعليق رسمي حتى الآن حول التحقيق، بينما أفادت مصادر مطلعة بأن الشركة تُقيّم تداعيات هذه المبادرات وربما تُوقف بعضها مؤقتًا. ومع ذلك، يظل السؤال مطروحًا: إلى أي حد يمكن للشركات أن تستخدم صور وشخصيات المشاهير في تجارب تقنية، دون موافقتهم، خصوصًا عندما تُستخدم لأغراض تجارية أو تفاعلية مُثيرة؟ الاستخدام غير المُصرَّح به لصورة شخصية، حتى لو كانت من نجمة مشهورة، يُعدّ مسألة حساسة في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث يصبح من السهل تضخيم الهوية الرقمية وتحويلها إلى منتج تجاري. ورغم أن التفاعل مع شخصيات مُستنسخة قد يبدو ممتعًا للمستخدمين، إلا أن هذه الممارسات تُطرح تساؤلات جوهرية حول الخصوصية، والملكية، وحدود المسؤولية في عالم رقمي يتطور بسرعة أكبر من القوانين.