نيفيديا تواجه توقعات متفائلة من سوق وول ستريت بعد عامين من طفرة الذكاء الاصطناعي
منذ انطلاق ثورة الذكاء الاصطناعي العامين الماضيين، تحولت نيفيديا من شركة صناعة شرائح ألعاب إلى العمود الفقري لصناعة التكنولوجيا، حيث تضاعفت إيراداتها أكثر من ثلاث مرات وارتفعت أرباحها أربع مرات. ومع إصدار تقارير الأرباح للربع الثاني، تُحتفل بنجاحها في الذكرى الثانية لانفجار الطلب على الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت الشركة أول شركة تتجاوز قيمتها السوقية 4 تريليونات دولار، وارتفع سعر سهمها 12 مرة منذ نهاية 2022، وبنسبة 33% هذا العام ليصل إلى 177.99 دولار. رغم استمرار النمو القوي، فقد تباطأ ملحوظًا: فبعد خمسة فصول متتالية من نمو ثلاثي الأرقام في 2023 و2024، انخفض النمو إلى 69% في الربع الأول من العام الحالي، ويتوقع أن يبلغ 53% في الربع الثاني، أي 45.9 مليار دولار وفقًا لتقديرات لسيج. وتمثل إيرادات البيانات المركزية 88% من إجمالي مبيعات نيفيديا في الربع الأول، ما يعكس التحول الجذري في نموذجها التجاري. وبحسب تقارير المحللين، فإن 34% من مبيعاتها في العام الماضي جاءت من ثلاث عملاء غير معلنين، يُرجح أنهم عملاقات الإنترنت مثل مايكروسوفت، جوجل، أمازون، وميتا. المحرك الرئيسي وراء هذا النجاح هو خط إنتاج "بلكويل" (Blackwell)، الذي يشمل شرائح ومعملات متكاملة تضم 72 شريحة. أفادت نيفيديا أن مبيعات خط بلكويل وصلت إلى 27 مليار دولار في مايو، ما يمثل 70% من إيرادات البيانات المركزية، مقابل 11 مليار دولار في الربع السابق. يُتوقع أن تُسهم هذه الشرائح في تطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر تقدمًا، رغم أن نموذج GPT-5 من OpenAI تم تدريبه على شرائح "هوبير" القديمة، وليس بلكويل. أظهرت نيفيديا أن الطلب على بلكويل يفوق العرض، ما يعني أن التوسع يعتمد على قدرة شركائها في التصنيع، وليس على الطلب. ومن المقرر إطلاق نسخة "بلكويل أورا" (Ultra) في النصف الثاني من 2025، بينما تواجه تقارير عن مشاكل مبكرة في تطوير الشريحة التالية، "روبين"، تراجعًا في التوقعات. تُبرز صعود نيفيديا أيضًا شهرة رئيسها، جينس هوانغ، الذي أصبح شخصية عالمية، ويُذكره الرئيس ترامب بانتظام، وسافر إلى عدة دول لتعزيز الشراكات. وتم التوصل لاتفاق مع ترامب يسمح لنيفيديا ببيع شريحتها المخصصة للصين "H20" مقابل دفع 15% من إيراداتها في الصين للحكومة الأمريكية، بعد أن أوقفت واشنطن التصدير بسبب مخاوف أمنية. تُقدّر إيرادات H20 بحوالي 8 مليارات دولار في الربع الثاني، لكن نيفيديا لم تدرجها في توقعاتها، وهو ما يعكس توقّعات متشددة. وتحذر تقارير مثل تلك من KeyBanc من أن الضغوط الصينية لاستخدام شرائح محلية مثل هواوي، إلى جانب ضريبة محتملة على التصدير، قد تدفع نيفيديا إلى التوجه باتجاه توقعات واقعية. ورغم أن هناك احتمالًا بزيادة التوقعات بـ2-3 مليارات دولار إذا تم تضمين H20، فإن المحللين يتوقعون استمرار التحفظ. وتعمل نيفيديا حاليًا على شريحة جديدة مبنية على بلكويل لسوق الصين، وتحتاج إلى موافقة ترامب. كما أشار وزير التجارة هوارد لوتنيك إلى أن هوانغ "يُقدّم عروضًا مستمرة للرئيس".