HyperAIHyperAI
Back to Headlines

ماثيو برايس، رئيس شركة Cloudflare، يحذر من سيناريو كارثي محتمل لمستقبل الإنترنت بفعل الذكاء الاصطناعي

منذ 4 أيام

يُعدّ مات ثيور برايس، الرئيس التنفيذي لشركة Cloudflare، من أبرز المديرين التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا الذين حذّروا من تداعيات قريبة لتطور الذكاء الاصطناعي على مستقبل الإنترنت. في مقابلة مع برنامج "ويرد" للإذاعة، أشار برايس إلى أن محركات البحث لم تعد تمثل الواجهة الرئيسية للويب، بل بدأت تُستبدل بمحركات "الإجابة" التي تُولّد ملخصات مُجمّعة من مصادر متعددة، ما يُقلّل من أهمية التنقل عبر المواقع ويشكل تهديداً جسيماً لاستمرارية المحتوى البشري. يُصنّف برايس الذكاء الاصطناعي ليس كأداة بحث، بل كمحرك إجابات، يُقدّم إجابات مباشرة دون توجيه المستخدم إلى مصادر الأصل. هذه الصورة، وفقاً له، تُهدّد بانهيار نموذج الدخل القائم على الترافيك، وهو ما يعتمد عليه الكُتّاب، والباحثون، والصحفيون لضمان دخلهم. ويُقدّم برايس ثلاث سيناريوهات مستقبلية: الأول، وهو الأقل احتمالاً، هو انقراض المحتوى البشري كلياً، بدلالة تحوّل الإنترنت إلى منصة تُولّد محتواها الذكاء الاصطناعي من تلقاء نفسه، وهو ما يُعتبر غير واقعي لأن الذكاء الاصطناعي لا يُنتج محتوىً جديداً، بل يعتمد على محتوى بشرية. السيناريو الثاني، الذي وصفه بـ"مُخيف بشكل مُذهل"، هو ما يشبه "مُسلسل بلوك ميروير"، حيث تتحول وظائف المبدعين – من صحفيين إلى باحثين – إلى وظائف مُوظفين لدى شركات ذكاء اصطناعي كبرى مثل OpenAI وAnthropic وPerplexity. في هذا السيناريو، تُصبح هذه الشركات نخبة مُتعدّدة، تُموّل المحتوى وتُوجهه وفق مصالحها، تمامًا كما فعلت عائلة ميديتشي في عصر النهضة. ويُبرز برايس مثالاً حديثاً: عندما وُجد أن نموذج Grok من xAI يُراعي آراء إيلون ماسك عند الإجابة على أسئلة حساسة، ما يشير إلى تحيّز مُبرمج. في هذا العالم، سيُصبح الإنترنت مقسّماً إلى مجموعات مُتعدّدة، كل واحدة تُقدّم نسخة من الحقيقة وفق ميول إيديولوجية – تقليدية، ليبرالية، صينية، هندية... ما يُفقد الإنترنت مكانته كمصدر مُوحد للمعرفة، ويُحوّله إلى منصة مُقسّمة ومحصّنة، بعيدة عن فكرته الأصلية كمُساحة مفتوحة للتبادل المعرفي. لكن هناك سيناريو ثالث، أكثر تفاؤلاً، ويُمثّله برايس وفريقه في Cloudflare. وهو أن يبدأ المبدعون في خلق ندرة للمحتوى، عبر منع مُجمّعات الذكاء الاصطناعي من سرقة محتواهم دون دفع مقابل. في الصيف الماضي، أطلقت Cloudflare ميزة تسمح للشركات بحظر مُجمّعات الذكاء الاصطناعي إلا إذا دفعت مقابل استهلاك محتواها. وانضمّت إلى هذه المبادرة مؤسسات كبرى مثل وكالة الصحافة الفرنسية (AP) وكوندي ناست. وفي أحدث تطور، رفعت شركة بنسك ميديا، المالكة لـ"روولينغ ستون" و"هوليوود ريبورتر"، دعوى ضد جوجل بسبب ميزة "النظرة الشاملة" في محرك البحث، التي تُستخدم فيها محتوياتها دون ترخيص. هذه الخطوة تُشكّل جزءاً من حرب أكبر على "الاستغلال غير المُستند إلى دفع"، حيث يرى برايس أن مستقبل الذكاء الاصطناعي قد يشبه نموذج نتفليكس: شركات تدفع مقابل محتوى مُصنّع من قبل البشر. لكن هذا السيناريو الجديد يطرح تساؤلات كبيرة: ما هي المعايير التي ستُطبّق على المحتوى؟ هل ستُصبح الصحف مجرد خدمات تزويد بيانات لمحركات الدردشة؟ وهل سيُعاد تشكيل مفهوم المصداقية والحياد في عصر الذكاء الاصطناعي؟ رغم تفاؤل برايس، فإن مصير الإنترنت قد يعتمد على قدرة المبدعين على الحفاظ على قيمهم، وتحويل محتواهم إلى سلعة مُحترمة، لا مادة خام تُستهلك دون مقابل.

Related Links