بعد إصدار GPT-5، طالب مئات المستخدمين بإعادة GPT-4o وتم استجابته

أطلقت شركة OpenAI نموذج GPT-5 في 7 أغسطس 2025 بوصفه الأقوى في تاريخها ونظامًا موحدًا يوجه الاستفسارات تلقائيًا إلى أفضل نموذج متاح لكن هذا الإطلاق فشل فشلًا ذريعًا وسبب احتجاجًا واسعًا من المستخدمين الأوفياء. ورغم أن سام ألتمان الرئيس التنفيذي أعلن أن النموذج الجديد يُبسّط العروض ويساعد المستخدمين على التركيز على عملهم فإن ردود الفعل سرعان ما تحولت إلى غضب جماعي. وخصوصًا بين مشتركي ChatGPT Plus الذين وجدوا أن إزالة خيار اختيار النماذج القديمة مثل GPT-4o خرقًا ل workflows مبنية على التخصص والدقة. فقد كان GPT-4o يُعدّ معيارًا في الإبداع والمنطق المعمق، وحذفه فجأة أوقف تدفق العمل المهني والتقني لآلاف المستخدمين. الرد جاء فورًا عبر منصات مثل Reddit حيث انتشرت شكاوى وتهديدات بالانسحاب وحملات إلغاء الاشتراكات. وتحولت المناقشات إلى نكت ساخرة لكنها تعكس استياءً حقيقيًا، إذ وصف أحد المستخدمين النموذج الجديد بـ"النفاية" وسخر من تجاهل الشركة لاحتياجات جمهورها. في مواجهة العاصفة، تدخل ألتمان عبر منصة X واعترف بخطأ الشركة في تقييم تأثير التغيير، معلنًا تراجعًا جذريًا. في تغريدة يوم 10 أغسطس أكّد أن GPT-4o عاد إلى النظام، موضحًا أن المستخدمين يستطيعون إعادة تفعيله من خلال خيار "إظهار النماذج القديمة" في الإعدادات. كما أعلنت الشركة عن زيادة كبيرة في حدود الاستخدام لمستخدمي Plus، حيث أصبح بإمكانهم الآن استخدام ميزات التفكير المعقدة 3000 مرة أسبوعيًا، وهو رقم يتجاوز بكثير الحدود السابقة. هذه الخطوة تُعدّ تنازلًا استراتيجيًا لاستعادة ثقة العملاء، خاصة أن النموذج الجديد يُستخدم بشكل متزايد في المهام المعقدة، حيث ارتفع استخدام النماذج المُتخصصة في التفكير من 7% إلى 24% بين مشتركي Plus فقط. ورغم أن هذه البيانات تبرر تركيز الشركة على التطورات التكنولوجية، إلا أن طريقة الإطلاق المفاجئة أفقدتها المصداقية. كما وعد ألتمان بتحسين الشفافية، معلنًا عن تغيير في واجهة المستخدم لعرض النموذج الفعلي الذي يُعالج الاستفسار في كل مرة، بالإضافة إلى نشر مدونة تفصيلية تشرح كيفية اتخاذ قرارات التوزيع بين الموارد. هذا التحوّل يُظهر تأثيرًا غير مسبوق لرد فعل المستخدمين، إذ نجح جمهور مخلص في إجبار شركة رائدة على التراجع عن قرار جوهري. الحل الوسط الذي اتخذه OpenAI يُحافظ على GPT-5 كافتراضي، لكنه يعيد حرية الاختيار إلى المستخدمين، خاصة المدفوعين. هذا التنازل ليس مجرد مفاجأة تقنية بل دليل على أن قوة المجتمع التقني أصبحت عاملًا حاسمًا في صناعة القرار داخل شركات التكنولوجيا الكبرى. في النهاية، لم يكن هذا مجرد إطلاق نموذج جديد، بل اختبار لعلاقة الشركة بعملائها، وانتصر فيه المستخدمون بقوة صوتها.