فوز قوي لـQualcomm ضد Arm يُحدث تأثيرًا واسعًا في صناعة الرقائق ويُعزز حرية التصميم المخصص
أحرزت شركة كوالكوم انتصارًا قانونيًا حاسمًا ضد شركة أرم في نزاع ترخيصي طويل الدوام، بعد أن رفضت محكمة اتحادية أمريكية جميع مطالبات أرم، مُؤكدة أن كوالكوم مخولة باستخدام تقنيات معالجات نويا، التي اشترتها عام 2021، ضمن ترخيصها الحالي لبيئة التصميم المعماري (ALA). هذا القرار، الذي صدر في 30 سبتمبر 2025، يُعدّ حسمًا نهائيًا للقضية، ويُلغِي أي فرصة لطعن أرم في المستقبل، بينما تُعدّ دعوى كوالكوم المضادة ضد أرم، التي تتهمها بخرق العقود وتدخل في علاقات عمل، متوقعة أن تُحاكم في مارس 2026. الجذور của النزاع تعود إلى خلاف حول نطاق استخدام تقنيات نويا، التي صُمّمت أصلاً لقطاع البيانات، مقابل خطط كوالكوم الواسعة التي تشمل الهواتف، والأجهزة المحمولة، والسيارات، وحتى خوادم الذكاء الاصطناعي. ادّعت أرم أن نقل هذه التقنيات إلى كوالكوم يتطلب إعادة التفاوض على الترخيص، خشية فقدان السيطرة على تراخيصها وضرر في دخلها، خاصةً أن ترخيص ALA يُفرض رسومًا أقل بكثير من ترخيص TLA الذي يُستخدم في النسخ الجاهزة مثل Cortex. لكن المحكمة وافقت على موقف كوالكوم، مُبرِّرةً أن الترخيص المعماري يمنح حرية كبيرة في التصميم والتطوير، شريطة الالتزام بتوافق بيئة التصميم مع معايير أرم. النتيجة تُعدّ تحولاً جوهريًا في صناعة الرقائق. فهي تُعزز من حق الشركات الحائزة على تراخيص ALA في دمج أصول مُستقلة أو شركات ناشئة مُتخصصة في تصميم معالجات، دون الحاجة إلى تجديد الشروط أو دفع رسوم إضافية. هذا يُعطي ميزة تنافسية كبيرة لشركات مثل أمازون، جوجل، ميدياتك، ونفيديا، التي تعتمد على تصميمات مخصصة مبنية على أرم. من الناحية الاستراتيجية، يُمكّن هذا القرار كوالكوم من تسريع دمج معالجات "أوريون" المُصممة من قبل نويا في منتجاتها، بدءًا من معالجات سامسونج إكس2 إلتي، التي تُقدّم أداءً تنافسيًا في فئة الحواسيب المحمولة، إلى أنظمة في السيارات، ومحركات الذكاء الاصطناعي، وحتى الروبوتات البشرية. كما يُعزّز من مكانتها في سباق التحدي لسوق x86، خصوصًا مع دعم Windows على أرم، ووجود وحدات معالجة عصبية متطورة (NPU) تُكمل أداء المعالجات. من ناحية أخرى، يُضعف القرار من مصداقيّة أرم كشريك موثوق، خصوصًا مع كوالكوم، التي كانت أحد أبرز العملاء. ورغم أن أرم ما زالت تسيطر على الهيكل المعماري الأكثر استخدامًا في الأجهزة المحمولة والمتداخلة، فإن هذا النزاع يُظهر تحوّلًا في العلاقة من شراكة تعاونية إلى توتر قانوني. وربما يدفع أرم إلى إعادة تقييم نموذجها، خصوصًا مع توجهها إلى تصميم معالجات خاصة بها (مثل Neoverse CSS)، ما قد يدفع شركات أخرى إلى التفكير في الانتقال إلى معمارية RISC-V أو تطوير حلول مخصصة أكثر. القرار، إذًا، لا يُعدّ مجرد انتصار لشركة واحدة، بل يُشكّل نقطة تحول في العلاقة بين مالكي التراخيص وشركات التصميم، ويُعزز من مفهوم الابتكار الحر داخل نظام أرم، في الوقت الذي يُواجه فيه هذا النظام تحديات هامة من حيث التوازن بين السيطرة والحرية.