ماسك يهدد بقانون ضد آبل لصالح ترتيب تطبيق OpenAI في متجر التطبيقات

إيلون ماسك يفتح جبهة جديدة في صراعه المستمر مع شركات التكنولوجيا الكبرى مستهدفاً آبل في خطوة تُعدّ تطوراً مهماً في المواجهة المتصاعدة حول منافسة الذكاء الاصطناعي. في ليلة الاثنين أطلق ماسك انتقاداً حاداً ضد آبل مدعياً أن سياسات متجر التطبيقات تُشكل انتهاكاً واضحاً للمنافسة العادلة وتُعاقب شركات الذكاء الاصطناعي الأخرى، لا سيما منتجه الخاص جروك الذي طوّرته شركة xAI. وكتب ماسك على منصة X أن آبل تُمارس سلوكاً يُحول دون وصول أي شركة ذكاء اصطناعي غير OpenAI إلى المركز الأول في متجر التطبيقات، وهو ما وصفه بانتهاك صريح للقوانين المُنظمة للمنافسة. ومضى قائلاً إن xAI ستتخذ إجراءات قانونية فورية، دون توضيح التفاصيل أو تأكيد بدء دعوى قضائية. الهجوم جاء بعد سلسلة من التغريدات التي استخدمها ماسك لبناء حجة علنية أمام الرأي العام، كأنه يُعدّ قضية أمام محكمة علنية. سأل ماسك آبل لماذا لم تضع تطبيق X أو جروك ضمن قسم "التطبيقات الضرورية" في المتجر، بينما يُعتبر X حاليًا التطبيق الأول في العالم للأخبار، وتحتل جروك المرتبة الخامسة بين جميع التطبيقات. وتساءل إن كان هناك تحيّز سياسي أو أسباب خفية وراء هذا التفضيل. ولاحظ أن تطبيق ChatGPT هو الوحيد الذي يظهر في كل القوائم التي تتحكم فيها آبل إدارياً، مما يعزز شكوكه في وجود تعاون غير شفاف. الخلفية تُظهر أن آبل وقّعت شراكة مع OpenAI في يونيو 2024 لدمج ChatGPT في أجهزة آيفون وآيباد وآيماك من خلال سيري وأدوات الكتابة النظامية، ما منح التطبيق وصولاً غير مسبوق إلى مئات الملايين من المستخدمين. هذه الشراكة زادت من مكانته في السوق، بينما ظل جروك مُستبعداً من الترويج المميز، رغم تقدمه في التصنيفات. ماسك الذي كان أحد مؤسسي OpenAI عام 2015 لكنه غادرها بعد خلاف، أصبح منذ ذلك الحين من أبرز منتقديها، ويرى في جروك منافساً "جريئاً" ومتفرداً مقارنة بالخدمات الأخرى. الخلاف مع آبل يُعدّ جزءاً من سلسلة من المواجهات التي يخوضها ماسك في مجال الذكاء الاصطناعي، تشمل دعاوى قضائية وصراعات علنية مع شركاء سابقين، إضافة إلى اتهامات متكررة بالتحيّز السياسي. ويرى ماسك أن آبل تستخدم سلطتها في متجر التطبيقات لفرض تفضيلات تُسهم في تقوية شريكها OpenAI، بينما تُقمع المنافسين الجدد. هذه المزاعم تُستند إلى موجة من الشكاوى السابقة ضد آبل من شركات مثل إبيك جيمز ومؤسسات تنظيمية في الولايات المتحدة وأوروبا، التي ترى أن سيطرة آبل على المتجر تمثل احتكاراً غير قانوني. الآن، يعيد ماسك توظيف هذه المفاهيم في سياق الذكاء الاصطناعي، حيث يُعتبر الترويج في المتجر حاسماً لنجاح أي تطبيق. ورغم أن آبل لم تُعلّق على الفور، فإن تصريحات ماسك تُعدّ تهديداً مباشراً لاستمرار التوازن الحالي. يُنظر إلى هذا التحرك كجزء من أسلوبه المعروف في الضغط من خلال الصخب الإعلامي، حيث يُصرّ على أن الخيار الوحيد أمامه هو المواجهة القانونية. وربما تكون هذه المواجهة بداية لصراع جديد في قطاع التكنولوجيا، يُحدد مصير المنافسة في عصر الذكاء الاصطناعي.