HyperAIHyperAI
Back to Headlines

هل أنت في مرحلة متوسطة أو متقدمة من حياتك المهنية؟ لا تخف من الذكاء الاصطناعي — فقد تكون لديك ميزة حاسمة

منذ 2 أيام

هل أنت في مرحلة متوسطة أو متقدمة من حياتك المهنية؟ لا تخف من الذكاء الاصطناعي — قد يكون لديك ميزة حاسمة. في لحظات عصيبة داخل اجتماعات عمل، قد تسمع شابًا يذكر ببساطة "أستخدم ChatGPT" أو "أرسل هذا عبر الذكاء الاصطناعي"، فيشعر البعض بقلق مفاجئ. هذه الحالة ليست نادرة، وتكاد تكون شائعة بين الكوادر الوسطى والمتقدمة في الخبرة. يُقال إن الذكاء الاصطناعي يُفضّل الشباب، ويعتبر أداة تُهدد الوظائف التقليدية، خاصة للكبار في السن. لكن الأدلة تشير إلى أن هذا التصور قد يكون خاطئًا. رغم أن التحيّز العمراني في التوظيف واقع ملموس، فإن الخبرة المهنية الطويلة قد تكون الميزة الأهم في عصر الذكاء الاصطناعي. الدراسات الحالية لا تزال مبكرة، لكنها تُظهر أن العمال ذوي الخبرة العالية غالبًا ما يتفوقون في التقييم الدقيق لنتائج الذكاء الاصطناعي، وهو مهارة حيوية في ظل انتشار "الهلوسة" أو الأخطاء في إجابات الذكاء الاصطناعي. في بحثنا "Skills Horizon"، الذي شمل قادة تنفيذيين من أستراليا ودول عالمية، وجدنا أن الكوادر الكبيرة في السن يشعرون بقلق حقيقي من الذكاء الاصطناعي، بل يصفه البعض بـ"تهدّد وجودي". لكنهم أيضًا يلاحظون تفوقًا ملحوظًا في التمييز بين إجابات ذكية ومضللة. مثلاً، مدير إبداعي في أميركا الجنوبية لاحظ أن كبار الموظفين يستخدمون عدة أدوات ذكاء اصطناعي، ويعيدون الصياغة والتجريب حتى يحصلوا على النتيجة المثلى، بينما يكتفي الشباب بالإجابة الأولى ويُنسخها دون تفكير. السبب؟ الخبرة. فعندما يطلب مصمم متمرس من الذكاء الاصطناعي "نصًا إعلانيًا لعلامة أزياء مستدامة تُستهدف شريحة المراهقين البيئيين، مع التركيز على عملية التصنيع الصديقة للبيئة، وبطابع طبيعي لا يشبه التبشير"، فهو يُقدّم سياقًا دقيقًا. بينما يكتفي الشاب بطلب عام مثل "اكتب نصًا عن الاستدامة"، مما ينتج إجابات غير دقيقة. هنا تكمن الميزة الحقيقية: القدرة على صياغة أوامر ذكية (Prompting) بسياق وتفاصيل دقيقة — وهي مهارة نُسجت عبر سنوات من إدارة مشاريع وفرق عمل. الشباب، رغم راحتهم في استخدام التكنولوجيا، قد يعانون من "إدمان" الحلول السريعة، مما يقلل من تطوير مهارات التفكير النقدي والتحليل. ما الذي يمكنك فعله؟ أولًا، لا تُخَفْ. ابدأ بفهم أساسي للذكاء الاصطناعي: جرّب أدوات مثل ChatGPT وClaude وGemini. ثانيًا، استخدم مهاراتك كأداة، لا كتهديد. ابدأ بمهام يومية بسيطة، واطلب من الذكاء الاصطناعي مساعدتك، ثم قم بتقييم الناتج بعين ناقدة، كما كنت تفعل مع فريقك. ثالثًا، كن محددًا في طلباتك: اذكر الجمهور، الهدف، القيود، والأسلوب المطلوب. كرر العملية حتى تصل للنتيجة المثلى. الذكاء الاصطناعي لا يُحلّ محل الخبرة، بل يُكملها. في عالم يزداد فيه التوليد الآلي للمحتوى، فإن قدرتك على التمييز بين ما هو صحيح وما هو "يبدو صحيحًا" — تلك هي المهارة التي لا يمكن تعويضها. أنت لا تُهدّد بالذكاء الاصطناعي، بل أنت من يُوجهه.

Related Links