صفقة الإمارات لشراء شرائح الذكاء الاصطناعي من إنفيديا على عامل الإيقاف بسبب مخاوف أمنية

تواجه صفقة شراء الرقائق الذكية (AI chips) بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات العربية المتحدة عقبة كبيرة بعد أن تم وضعها على الرف بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي الأمريكي. الصفقة، التي كانت ستتيح للإمارات شراء رقائق ذكية بقيمة مليارات الدولارات من شركة إنفيديا وغيرها من شركات شبه الموصلات، قد تم تعليقها مؤقتًا حسبما أفادت صحيفة وول ستريت جورنال، مستندةً إلى مصادر لم تكشف عنها. منذ بداية تشكيل الصفقة، كانت هناك مخاوف لدى المسؤولين الأمريكيين بشأن احتمالية تهريب هذه الرقائق إلى الصين. ومع ذلك، أبدى مسؤولون من الإمارات والسعودية ضمانات بأن لديهم الإجراءات اللازمة لمنع حدوث ذلك. ولكن يبدو أن هذه المخاوف ازدادت في الأشهر الأخيرة، مما دفع الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامةً. وفقًا للتقارير، فإن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب تدرس فرض قيود على تصدير الرقائق الذكية إلى تايلاند وماليزيا بهدف الحد من التهريب المحتمل. وفي هذا السياق، أعلنت ماليزيا يوم الاثنين الماضي عن فرضها متطلب تصديق صادرات للرقائق الذكية الأمريكية، مما يشير إلى خطوة استباقية تحسبًا لأي قيود أمريكية محتملة. هذه التطورات تعكس الاهتمام المتزايد للأمريكيين بحماية التكنولوجيا المتقدمة من الوصول إلى منافسيهم الاقتصاديين والاستراتيجيين، وعلى رأسهم الصين. وتبرز هذه الخطوات أيضًا التحديات التي تواجه التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة عندما يتعلق الأمر بنقل تقنيات حساسة قد تؤثر على الميزان الاستراتيجي العالمي. الجهود المشتركة بين الإمارات والسعودية لإثبات قدرتهما على التحكم في استخدام هذه التقنيات لم تكن كافية لإزالة المخاوف الأمريكية. ومع استمرار الجدل حول الصفقة، يتوقع المراقبون أن يتم إعادة النظر في الشروط والممارسات المرتبطة بها، والتي قد تشمل تعزيز الرقابة والإشراف على عمليات الاستيراد والتصدير. في حين تسعى الولايات المتحدة إلى حماية مصالحها الأمنية والاقتصادية، تجد الدول الأخرى نفسها مضطرة للبحث عن بدائل أو تقبل القيود الجديدة، مما يؤثر على سلاسة التدفقات التجارية والتكنولوجية في السوق العالمية. وهذا يسلط الضوء على التعقيدات التي تحيط بصناعة شبه الموصلات وأهميتها البالغة في عالم التكنولوجيا الحديثة. يُذكر أن شركة إنفيديا تعد واحدة من أكبر الشركات المصنعة للرقائق الذكية، والتي تلعب دورًا حاسمًا في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتنوعة. وتأتي هذه الصفقة في وقت تشهد فيه الصناعة تطورات سريعة ومتعددة الجوانب، مما يجعلها محور اهتمام دولي كبير.