Apple تُسيطر على جميع الرقائق الأساسية في iPhone Air ببنية مُحدّثة لتعزيز الذكاء الاصطناعي
يُعدّ iPhone Air الجديد، الذي طُرح للبيع في الجمعة، أبرز منتجات أبل في خطّها الأخير، لكن ما يلفت الانتباه داخله ليس فقط تصميمه الرفيع، بل التحول الجذري في البنية الداخلية، خاصة مع إطلاق شريحة A19 Pro ذات بنية معمارية جديدة تُركّز على الذكاء الاصطناعي. هذه الشريحة تُضيف وحدات تسريع عصبية (Neural Accelerators) إلى كل نواة في وحدة معالجة الرسوميات (GPU)، مما يرفع قدرة الحوسبة بشكل كبير، ويُعدّ خطوة استراتيجية لتعزيز القدرة على معالجة المهام الذكية داخل الجهاز دون الاعتماد على السحابة. في الوقت نفسه، أعلنت أبل عن شريحتين جديدتين رئيسيتين: الشريحة اللاسلكية N1، وهي الأولى من نوعها في هواتف الآيفون، وتُستخدم في جميع طرازات iPhone 17 وiPhone Air، بالإضافة إلى الشريحة الوسيطة C1X من الجيل الثاني، التي تُستخدم في iPhone Air فقط. هذه الخطوة تُمكّن أبل من السيطرة على جميع الشريحة الأساسية في هواتفها، بعدما كانت تعتمد سابقًا على بROADCOM للاتصالات اللاسلكية، وQualcomm للاتصالات الخلوية. الشريحة N1 تُحسّن كفاءة اتصال Wi-Fi من خلال استخدام نقاط الوصول اللاسلكية لتحديد الموقع دون الحاجة لتفعيل GPS، مما يقلل استهلاك الطاقة. أما C1X، فتُعلن عنها أبل أنها أسرع بمرتين من نظيرتها C1، وتستهلك 30% أقل طاقة من شريحة Qualcomm في iPhone 16 Pro. رغم أن أداء Qualcomm لا يزال متفوقًا في بعض الجوانب، إلا أن السيطرة التامة على التصميم تسمح لأبل بتحسين كفاءة الطاقة والتحكم في التطورات المستقبلية. أبل تُركّز على الذكاء الاصطناعي المحلي (On-device AI) لتعزيز الخصوصية، وتقديم تجربة أسرع وأكثر استجابة. وفقًا لتيم ميليت، نائب رئيس هندسة المنصات، فإن الشريحة A19 Pro تُقدّم أداءً مماثلًا لشريحة MacBook Pro في مجال الحوسبة العصبية، بفضل دمج وحدات معالجة المصفوفات الكثيفة في وحدة GPU. ويُبرز ميليت ميزة كاميرا أمامية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي للكشف عن الوجوه وضبط التصوير أفقيًا تلقائيًا، ما يُظهر قدرة الشريحة على دمج مهام متعددة بسلاسة. أبل، التي بدأت تصنيع شرائح SoC الخاصة بها منذ 2010، تسعى الآن إلى توسيع هذه الاستقلالية إلى جميع منتجاتها، مع توقعات بدخول الشريحة الوسيطة إلى ماك بوك وآيباد في المستقبل. كما تُخطط أبل لتصنيع جزء من شرائحها في الولايات المتحدة، عبر شراكة مع TSMC في أريزونا، رغم أن الإنتاج الرائد على عقد 3 نانومتر لا يزال متمركزًا في تايوان. ورغم التهديدات الجمركية التي أعلنتها إدارة ترامب، أعلنت أبل عن استثمار بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال أربع سنوات، منها جزء كبير لبناء سلسلة توريد رقائق داخلية متكاملة. في المدى القريب، تُعتبر TSMC الشريك الأساسي، لكن أبل تُظهر اهتمامًا بدعم شركات أمريكية مثل إن텔، إذا نجحت في تحقيق التقدم المطلوب. وفي المقابل، أكد ميليت أن أبل تتبع نهجًا موحدًا في التصميم، ما يعني أن الشريحة M5 القادمة للكمبيوترات ستُضمّن نفس المبادئ المعمارية.