جامعة بوفالو ومركز الجراحة العصبية الخارجية (ANSC™) يحصلان على منحة فريدة من نوعها لفك شفرة خطر تمزق الأورام الدماغية باستخدام الذكاء الاصطناعي بالشراكة مع NOVA Neuro

في حدث يُعدّ محطّة فارقة في مجال الطب العصبي، حصلت كلية الطب بجامعة بوفالو (UB Neurosurgery) بالشراكة مع مركز الجراحة العصبية الخارجية (ANSC™)، على منحة بقيمة 144,500 دولار، لبدء أول مبادرة عالمية متكاملة تستخدم الذكاء الاصطناعي لفهم وتحليل مخاطر تمزق الأورام الدماغية، وذلك من خلال تحليل متعدد المستويات (المتعددة الأوميك) للبيانات البيولوجية. يُعدّ هذا المشروع الأول من نوعه على مستوى العالم، ويُعدّ تحوّلاً جوهريًا في الوقاية من هذه الحالة الخطيرة التي تهدد حياة الملايين. الورم الدماغي، أو ما يُعرف بـ"الورم الوعائي الدماغي"، هو تضخم في جدار أحد الأوعية الدموية داخل الجمجمة، وقد ينفجر دون سابق إنذار، ما يؤدي إلى نزيف دماغي حاد يُعدّ من أكثر الأسباب فتكًا للوفاة أو الإعاقة الدائمة. رغم تطورات التصوير الطبي، لا تزال التنبؤات بانفجار هذا الورم غير دقيقة، ما يجعل التدخل الجراحي أو العلاجي المبكر تحديًا كبيرًا. في إطار هذا المشروع، يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات هائلة من البيانات البيولوجية، بما في ذلك الجينوم، البروتينوم، والمعادن الحيوية (الميتابولوم)، إلى جانب صور التصوير الدقيق للدماغ. يهدف هذا النهج المتكامل إلى اكتشاف أنماط وعلامات حيوية (بِيوبْيوكَس) دقيقة تُشير إلى احتمالية انفجار الورم، حتى في الحالات التي لا تُظهر مؤشرات واضحة على الخطر في التصوير التقليدي. تُعدّ شراكة جامعة بوفالو مع شركة NOVA Neuro، وشريكها الاستراتيجي Prima Mente، حجر الأساس في هذا المشروع. حيث تُقدم NOVA Neuro تقنيات متقدمة في التحليل العصبي والذكاء الاصطناعي، بينما تُسهم Prima Mente في تطوير نماذج تنبؤية دقيقة تعتمد على تعلم الآلة العميق. كما يُشارك فريق من الباحثين في جامعة بوفالو في جمع البيانات السريرية وتحليلها، مع ضمان الامتثال الصارم للمعايير الأخلاقية والسرية. يُتوقع أن يُسهم هذا المشروع في تطوير أدوات تشخيصية ذكية يمكن استخدامها في العيادات اليومية، تُمكّن الأطباء من تحديد المرضى المعرضين لخطر عالٍ بسرعة ودقة، مما يُقلل من الحاجة إلى تدخلات جراحية غير ضرورية، ويعزز من فرص إنقاذ الأرواح عبر تدخلات مبكرة ومُخصصة. يُعدّ هذا المشروع نموذجًا يُحتذى به في تكامل التكنولوجيا الحديثة مع العلوم الطبية، ويُظهر القدرة الحقيقية للذكاء الاصطناعي في تحويل البيانات الكبيرة إلى رؤى طبية عملية. كما يُعزز مكانة جامعة بوفالو كمركز رائد في الابتكار العصبي، ويُفتح الباب أمام مبادرات مستقبلية في مجال الأمراض العصبية المزمنة والوقائية. مع استمرار التقدم في هذا المجال، يُتوقع أن يُحدث هذا المشروع تأثيرًا عميقًا على معايير الرعاية العصبية، ويساهم في نقل الطب من التصدي للأمراض إلى التنبؤ بها والوقاية منها، مُقدّمًا نموذجًا جديدًا للطب الدقيق في عصر الذكاء الاصطناعي.