الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يُشعل جدلاً حول الخصوصية: كيف أصبحت شركة نايا مركزاً لفضيحة مزايا الصحة في جوجل
في أعقاب موجة انتقادات واسعة، أصبحت شركة ناييا،.Startup ناشئة متخصصة في الذكاء الاصطناعي لخدمات الرعاية الصحية، مركزًا لخلافة كبيرة في مبادرة جوجل لتحسين مزايا الموظفين. تأسست ناييا في نيويورك عام 2020، وجمعت أكثر من 130 مليون دولار من مستثمرين كبار، من بينهم شركات تقنية رائدة في إدارة الموارد البشرية مثل ووركدي وآي دي بي. تقدم الشركة منصة ذكية تستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة الموظفين على فهم واتخاذ قرارات أفضل حول مزاياهم الصحية والمالية، من خلال تحليل بياناتهم الشخصية وتقديم توصيات مخصصة. في أواخر الشهر الحالي، أعلنت جوجل عن تعاون مباشر مع ناييا لتمكين موظفيها في الولايات المتحدة من استخدام منصة ناييا خلال موسم التسجيل في المزايا. لكن التفاصيل التي أُعلنت في البداية أثارت قلقًا واسعًا، إذ شرحت أن الموظفين يجب أن يُزودوا ناييا ببيانات شخصية حساسة للوصول إلى مزاياهم، مع تلميح إلى أن عدم الموافقة قد يُعوق تأهيلهم للحصول على هذه المزايا. هذا المطلب، وفقًا لسينا تشيهرازي، الرئيس التنفيذي لنيايا، لم يكن مطلوبًا من الشركة، بل جاء من جوجل نفسها، وهو أمر نادر جدًا في تعاونات ناييا مع شركات أخرى، التي تُعتمد فيها مبدأ الموافقة التلقائية والاختيارية. بعد تغطية إخبارية من "بزنس إنسايدر"، أعادت جوجل تعديل سياساتها، وضمنت أن الموظفين يمكنهم تجنب مشاركة بياناتهم مع ناييا دون أن يتأثر تأهيلهم للحصول على المزايا. وتم التأكيد أن الاشتراك في منصة ناييا اختياري تمامًا. نيايا تُستخدم حاليًا من قبل أكثر من 1000 جهة عمل، من مكاتب قانونية إلى أنظمة صحية، وتتكامل مع أنظمة إدارة الموارد البشرية الرائدة مثل ووركدي وآي دي بي. لكن جوجل تستخدم منصة مختلفة لإدارة المزايا تُسمى بنيفيفوكس، مما استدعى تعاونًا مباشرًا بين ناييا وجوجل. يُستخدم في هذا التعاون منصة دعم القرار في الاختيارات، وليس الذكاء الاصطناعي العامل بذاته (النظام العامل بذاته). في المستقبل، تخطط ناييا لتوسيع خدماتها داخل جوجل، بما في ذلك أدوات تُعَدّ وتحوّل طلبات المطالبات تلقائيًا، مما يُقلل الأخطاء ويساعد الموظفين على توفير المال، خصوصًا عبر توجيههم إلى خدمات مغطاة بالكامل لتجنب الفواتير غير المتوقعة. من ناحية أخرى، تُظهر ناييا للشركات المزايا طويلة المدى من خلال تحديد المزايا المدفوعة التي لا يستخدمها الموظفون، ما يُمكّن الشركات من تقليل التكاليف غير الضرورية. يُعدّ هذا التحول جزءًا من موجة أوسع لدمج الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل، لكنه يثير تساؤلات حول خصوصية البيانات. يؤكد تشيهرازي أن ناييا تلتزم بمبادئ الموافقة، وتُقدّم المساعدة فقط للموظفين الذين يرغبون في تلقيها، وبطريقة تُناسب رغباتهم. ويُعتبر هذا النهج جزءًا من ميزة ناييا في سوق مزدحم وصعب، حيث فشلت شركات سابقة مثل كاستلايت هيلث وإنكلود هيلث. ويعزز ناييا مكانتها بفضل شراكتها العميقة مع ووركدي، وتركيزها على دمج البيانات من مصادر متعددة، وتقديم قيمة فعلية لا تقتصر على التوجيه، بل تمتد إلى الإجراءات التلقائية التي تُحدث فرقًا حقيقيًا في تجربة الموظف.