في أسبوع المناخ في نيويورك، تُظهر نيفيديا دور الذكاء الاصطناعي في التحول نحو الطاقة المستدامة

في إطار فعاليات أسبوع المناخ في نيويورك، كشفت شركة نفيديا عن دور محوري للذكاء الاصطناعي في التحول نحو طاقة مستدامة، مشيرة إلى أن كفاءة استهلاك الطاقة في عمليات استنتاج النماذج اللغوية الكبيرة تحسنت 100 ألف مرة خلال العقد الماضي، ما يدل على أن الحوسبة المتسارعة ليست فقط أسرع، بل أيضًا أكثر استدامة. جاء ذلك خلال فعاليات أسبوع المناخ، التي تجمع خبراء من مختلف القطاعات لمناقشة حلول مبتكرة للتعامل مع التحديات المناخية، مع تركيز خاص على طاقة المستقبل، وكيفية تحسين الشبكات الكهربائية باستخدام الذكاء الاصطناعي. وسلطت نفيديا الضوء على تقنياتها المبتكرة في مجال الاستدامة، إضافة إلى نشر تقريرين حديثين حول انبعاثات الكربون المرتبطة ببطاقات الرسومات (GPU) الخاصة بها، مما يعكس التزامها بخفض الأثر البيئي. أظهرت الدراسات أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة خضراء، خصوصًا في تحسين كفاءة الشبكات الكهربائية. فبفضل قدرته على اكتشاف التغيرات المفاجئة في الشبكة بسرعة، يمكنه تمكين مشغلي الشبكات من التدخل المبكر لمنع الانقطاعات. وفقًا لتوقعات مشاريع مثل "نِت زرو أمريكا" و"الوكالة الدولية للطاقة"، فإن اعتماد الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع قد يوفر ما يعادل 4.5% من الطلب على الطاقة في عام 2035، خصوصًا في القطاعات الأكثر استهلاكًا للطاقة مثل الصناعة والنقل والمباني. وخلال جلسة حوارية في الأسبوع، شاركت نفيديا مع شركات مثل كروسو إنيروجي سيستمز وEmerald AI، وهي شركة ناشئة ضمن برنامج NVentures وبرنامج Inception للشركات الناشئة، لمناقشة كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تسريع التحول الطاقي من خلال تحسين البنية التحتية للطاقة، وتعزيز كفاءة النقل، وحتى دعم الطاقة النووية. وقد أطلقت Emerald AI، بالتعاون مع نفيديا، تصميمًا مرجعيًا جديدًا باستخدام منصة Omniverse، يهدف إلى تحويل مراكز البيانات إلى "مصانع ذكاء اصطناعي" عالية الكفاءة، حيث يتم استخدام كل واط من الطاقة في إنتاج ذكاء حقيقي. وفقًا لمؤسسها فارون سيفارام، فإن هذا التصميم يمكن أن يحرر 100 جيجاواط من الطاقة غير المستغلة في الشبكة، ويحل أزمة استهلاك الطاقة في الذكاء الاصطناعي. من ناحية أخرى، تواصل نفيديا تقليل أثرها البيئي، حيث أظهر تقرير جديد أن انبعاثات الكربون المرتبطة بلوحة HGX B200 انخفضت بنسبة 24% مقارنة بـ HGX H100. كما تُستخدم طاقة متجددة بنسبة 100% في جميع مكاتبها ومرافقها التشغيلية، بينما تشتري طاقة خالية من الكربون لتغطية استهلاك مراكز البيانات المستأجرة. ومن الجوانب المهمة أيضًا، استخدام نفيديا لتقنيات الذكاء الاصطناعي في أبحاث المناخ والطقس، من خلال منصة Earth-2، التي تقدم أدوات لمحاكاة التغيرات المناخية على نطاق عالمي. وتُستخدم هذه النماذج في تحسين إدارة الشبكات الكهربائية، وتوقع إنتاج الطاقة من مزارع الرياح والطاقة الشمسية، مما يعزز اعتماد الطاقة النظيفة ويقلل التكاليف. تُبرز هذه الجهود كيف أن التقدم في الحوسبة المتسارعة لا يتعارض مع الاستدامة، بل يُعدّ عنصرًا محوريًا في بناء مستقبل طاقي نظيف وموثوق.