تطبيق مكتبة Libby يضيف ميزة استكشاف ذكية بالذكاء الاصطناعي، لكنها تثير جدلاً بين القراء والمكتبات
تُعدّ ميزة "إلهامني" الجديدة التي أطلقتها تطبيق الكتب الإلكترونية والصوتية Libby، الذي يُدار بواسطة شركة OverDrive، خطوة مبتكرة في تجربة المستخدم، لكنها لم تُلقَ قبولاً مطلقاً بين القرّاء والمكتبات. تُتيح الميزة، التي تُستخدم الذكاء الاصطناعي لتقديم توصيات كتب، للمستخدمين استكشاف عناوين جديدة من خلال إدخال أوامر بسيطة مثل "قصص مشوّقة" أو "دراما عائلية بسخرية داكنة"، أو حتى سيناريوهات خيالية مثل "مُسافرون عبر الزمن ينقذون تنانين من فرسان العصور الوسطى". عند تفعيل الميزة من الصفحة الرئيسية، يختار المستخدم نوع المحتوى (خيال أو غير خيالي)، ثم يُحدّد معايير إضافية مثل نطاق العمر أو نمط المحتوى، لتظهر خمسة عناوين تتوافق مع تفضيلاته. الميزة تعتمد بالكامل على المكتبات الرقمية التي يمتلكها كل مستخدم، وتُظهر فقط الكتب المتاحة فوراً للإعارة، ما يضمن تجربة سلسة وفعّالة. رغم هذه المزايا، أثارت الميزة مخاوف لدى بعض المستخدمين والمكتبات، الذين يرون أن إدخال الذكاء الاصطناعي في تجربة القراءة قد يُقلّل من الطابع الإنساني والشخصي الذي تميّزت به المكتبات العامة. ويشكّك البعض في جدوى هذه الأداة، معتبرين أن التوصيات البشرية، خاصة تلك التي يقدمها موظفو المكتبات، تظل أكثر عمقًا ودقة. كما أُثيرت مخاوف حول الخصوصية، خصوصاً مع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. لكن OverDrive تؤكد في بيانها أن التطبيق لا يجمع معلومات شخصية غير ضرورية، ولا يشارك أي بيانات المستخدم مع النماذج الذكية الاصطناعية. حتى عند استخدام علامات محفوظة (Tags) كمصدر للاستلهام، لا تتلقى النماذج أي معلومات عن المستخدم أو جهازه، بل فقط أسماء الكتب التي تُستخدم لاستخلاص التوصيات. الشركة تشدد على أن الهدف ليس استبدال الخبرة البشرية، بل دعمها. وفقاً لجِن لِيتمان، المديرة التسويقية في OverDrive، فإن "إلهامني" تُعدّ أداة مساعدة لتسهيل اكتشاف الكتب، لا بديلًا عن التوجيه البشري. "تُساعد هذه الميزة القرّاء على استكشاف جزء أكبر من المكتبات الرقمية التي استثمرت فيها المكتبات المحلية، بطرق أكثر ذكاءً وسلاسة"، تقول. تم إطلاق الميزة بشكل تجريبي في وقت سابق من الشهر، عبر ميزة بحث بـ "#InspireMe"، ثم أُعلنت رسميًا وستُتاح لجميع مستخدمي Libby بحلول سبتمبر. على الرغم من التحفظات، تُعتبر هذه الخطوة جزءاً من توجه أوسع لدمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات الثقافية، بشرط أن يُستخدم بمسؤولية ويحترم خصوصية المستخدمين وقيمة التوصية البشرية.