مديرو سحابة أمازون يؤكدون ثقتهم باستثمارات الذكاء الاصطناعي الضخمة رغم التحديات

تُظهر Amazon تفاؤلًا قويًا باستثماراتها الضخمة في الذكاء الاصطناعي، رغم التحديات التي تواجه قطاع التكنولوجيا. وصرّح مات جارمان، رئيس أAws، في مقابلة مع CNBC، أن الشركة تشعر "بأريحية كبيرة" تجاه استراتيجيتها الطويلة الأجل في مجال الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن مقاربتها تُبنى على تفكير مُدروس وتحسّس للخطر، بخلاف بعض الاستثمارات التي قد تكون أكثر تهورًا. ورغم موجة التسريحات التي شهدتها الشركة، تُواصل Amazon تكثيف تدفقات رأس المال نحو بنية تحتية ذكية. أُعلن مؤخرًا عن تشغيل "مشروع رينيير"، وهو مركز بيانات ضخم بقيمة 11 مليار دولار في منطقة ريفية بولاية إنديانا، مُخصّص لتدريب وتشغيل نماذج ذكاء اصطناعي من شركة أنثروبيك، الشريك الرئيسي لـ AWS ورفيق OpenAI. وتم بالفعل تثبيت أكثر من 500 ألف شريحة Tranium 2 من أجهزة AWS في المركز، الذي يُعد من أكبر مراكز البيانات المخصصة للذكاء الاصطناعي في العالم، ويتوقع أن يضاعف حجمه بحلول نهاية العام. وأشار جارمان إلى أن AWS استثمرت ما يقارب 100 مليار دولار في السنة الماضية في بنية تحتية مخصصة للذكاء الاصطناعي، مُبرِّرًا هذا التوسع بضرورة التوقيت والقدرة على تلبية الطلب المتزايد على القدرات الحاسوبية. ورغم التوسع في البنية التحتية، أعلنت Amazon عن خفض 14 ألف وظيفة في فريقها الإداري، أي ما يعادل 4% من قوتها العاملة في الأقسام المكتبية، بحسب مسؤولي الشركة. وأكدت بيث جاليتي، نائب الرئيس التنفيذي لتجربة الموظفين والتكنولوجيا، أن التحول يهدف إلى تقليل الطبقات الإدارية وتعزيز سرعة اتخاذ القرار، خصوصًا في ظل القدرة التي يمنحها الذكاء الاصطناعي على تسريع الابتكار. وتُعد هذه الخطوة جزءًا من جهود ممتدة على مدار سنوات لتصغير الهيكل التنظيمي، وخفض التكاليف، وتحديث أنظمة الأداء والرواتب. وسبق أن أعلنت الشركة في سبتمبر الماضي أن معظم الموظفين في الأقسام المكتبية يجب أن يعودوا للعمل في المكاتب خمسة أيام في الأسبوع. وقد تأثرت الشركة بتباطؤ نمو المبيعات بعد جائحة كورونا، ما دفعها إلى وقف مشاريع غير مربحة وتقليص القوى العاملة. وصرّح الرئيس التنفيذي أندى جاسي في مذكرة في يونيو أن التحول نحو الذكاء الاصطناعي سيُسهم في تقليل عدد الموظفين. وسبق أن علّقت Amazon توظيف الموظفين في قطاع التجزئة، وشهدت AWS أيضًا تقلصًا في القوى العاملة في يوليو. ومن جهته، تُجري شركات كبرى مثل مايكروسوفت وMeta تغييرات مماثلة: ففي يوليو، أعلنت مايكروسوفت عن خفض 15 ألف وظيفة لتركيز الموارد على "الأمن، الجودة، والتحول إلى الذكاء الاصطناعي"، بينما أعلنت Meta عن استبدال وظائف في فريق المخاطر بتقنيات أتمتة. كل هذه الخطوات تُظهر اتجاهًا شديد الوضوح في قطاع التكنولوجيا: التحول نحو كفاءة أكبر، واعتماد أعمق على الذكاء الاصطناعي، مع تقليل الهيكل الإداري.