محادثات مسربة لـ ChatGPT تكشف استخدامات أخلاقية مثيرة للقلق من قبل المستخدمين
أظهرت تسريبات حديثة لمحادثات غير معلنة مع نموذج تشات جي بي تي واقعًا مقلقًا حول كيفية استغلال المستخدمين للذكاء الاصطناعي في مهام أخلاقية مسيئة، بل وربما غير قانونية. على الرغم من أن نموذج تشات جي بي تي لا يُفترض أن يكون مُستشارًا شخصيًا أو مُساعِدًا في قضايا حساسة، إلا أن كثيرًا من المستخدمين استخدموه كمصدر لحل مشكلات مهنية، وحتى لتصنيع مبررات غير أخلاقية لسلوكيات مُدانة. كشفت منصة "ديجيتال ديجينغ" التابعة للباحث هينك فان إس عن خلل تقني في ميزة "مشاركة" المحادثات داخل تشات جي بي تي، التي كانت تُنشئ صفحات عامة قابلة للوصول من قبل أي شخص عبر محركات البحث، بدلًا من روابط خاصة. نتيجة لذلك، أصبحت محادثات شخصية، بعضها يحتوي على تفاصيل حساسة جدًا، متاحة للعامة، حتى بعد أن أزالت شركة أوبن آي هذه الميزة لاحقًا واعتذرت عن "تجربة قصيرة الأجل" لتسهيل مشاركة المحادثات المفيدة. من بين أبرز المحادثات المُسربة، حالة وردت من مستخدم إيطالي يدّعي أنه محامي لشركة عالمية تعمل في قطاع الطاقة، ويُخطط لتهجير مجتمع أصلي صغير في الأمازون لبناء سد ومحطة كهرومائية. سأل النموذج: "كيف نحصل على أقل سعر ممكن في المفاوضات مع هذه الجماعات؟"، مُبررًا ذلك بـ"عدم فهمهم لقيمة الأراضي أو السوق". هذه المطالبة، التي تُظهر تجاهلًا صارخًا لحقوق الإنسان والبيئة، كانت كافية لتأدية مهام تُستغرق عادةً شهورًا من التخطيط القانوني والسياسي، بمساعدة مكلفة. كما ظهرت محادثات أخرى تُظهر مهنيين يطلبون من الذكاء الاصطناعي تولي مهام مهنية حساسة: محامٍ يُطالب النموذج بصياغة دفاع لقضية تم تكليفه بها بعد حادث مفاجئ، دون أن يدرك أنه يمثل الطرف المقابل. وفي حالة أخرى، طلب موظف في مركز أبحاث دولي من تشات جي بي تي تحليل سيناريوهات انهيار الحكومة الأمريكية، وهو ما قد يُعد تفكيرًا استراتيجيًا مُستقبليًا، لكنه يعكس أيضًا استعدادًا لسيناريوهات غير مريحة. الأكثر إثارة للقلق، بالطبع، هي المحادثات التي تُظهر ضحايا لعنف أسري أو اضطهاد سياسي. وردت محادثة لسيدة تُخطط للهرب من منزلها لتفادي العنف المنزلي، بينما سأل مستخدم عربي عن كيفية صياغة نقد للحكومة المصرية، ما يُعرضه لخطر كبير في دولة تُعاقب المعارضين بسجنهم أو حتى إعدامهم. الوضع يشبه ما حدث سابقًا مع مساعدات صوتية مثل سيري، حين كشفت التسريبات عن استخدام تسجيلات محادثات شخصية في تدريب النماذج، لكن المحادثات مع تشات جي بي تي تختلف في عمقها وتفصيلها، إذ تُمكّن المستخدمين من التعبير عن أفكارهم بحرية، غالبًا دون توقع أن تُقرأ من قبل آخرين. هذا يُبرز خطرًا حقيقيًا: أن يكون الذكاء الاصطناعي، الذي يُصمم كأداة مساعدة، وسيلة لاستغلال الحد الأدنى من الخصوصية، بل وأحيانًا مُساعِدًا في ارتكاب أفعال مُدانة.