أنتيبيك تقدم نموذج الذكاء الاصطناعي كلاود للحكومة الأمريكية بسعر دولار واحد

أعلنت شركة أنتروبيك، التي تُدعم من قبل أمازون، Tuesday عن عرضها تقديم نموذج الذكاء الاصطناعي "كلود" الخاص بها للحكومة الأمريكية بسعر رمزي قدره دولار واحد فقط. يأتي هذا الإجراء في إطار سعي متزايد من شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة لجذب العقود الحكومية، حيث تسعى إلى ترسيخ موقعها في قطاع التكنولوجيا الحساس والمحفّز للابتكار في الولايات المتحدة. وقد يُنظر إلى هذا العرض على أنه استراتيجية ذكية لبناء الثقة مع الجهات الحكومية، والتي تُعدّ من أبرز العملاء المحتملين في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل التزايد المتسارع في استخدام التكنولوجيا في الخدمات العامة، من تحليل البيانات إلى دعم القرارات الإدارية. ورغم أن السعر المنخفض قد يثير تساؤلات حول الجدوى الاقتصادية، إلا أن الخبراء يرون أن الهدف الأساسي من هذا العرض ليس الربح المباشر، بل فتح الباب أمام تعاقدات أكبر في المستقبل، وتعزيز القدرة على التأثير في السياسات التكنولوجية الوطنية. يُذكر أن "كلود" هو نموذج ذكاء اصطناعي متقدم يُعرف بقدرته على التفاعل الطبيعي، وفهم السياقات المعقدة، والعمل ضمن معايير أخلاقية صارمة، وهو ما يجعله مرشحًا مثاليًا لتطبيقات حكومية تتطلب دقة وموثوقية عالية. كما أن أنتروبيك تُركّز على تطوير نماذج ذكية آمنة، تُقلّل من مخاطر التحيّز أو الانحراف في النتائج، وهي ميزة تُعدّ حاسمة في البيئة الحكومية. وقد تُعدّ هذه الخطوة جزءًا من سباق متزايد بين شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى، مثل جوجل، آبل، ومايكروسوفت، لاستقطاب شراكات حكومية، حيث تُعدّ الحكومة الأمريكية من أكبر المشترين في مجال التكنولوجيا. وسبق أن أعلنت عدة شركات عن تعاقدات مع الوكالات الفيدرالية، سواء لتحسين كفاءة العمليات أو لدعم مبادرات مثل الأمن السيبراني، والرعاية الصحية، والتعليم. من جهته، أشار مسؤولون في الحكومة إلى أن التقييمات الشاملة للنماذج الذكية تشمل الجوانب التقنية، والامتثال للوائح، والأمان، وحماية البيانات، ما يعني أن العرض السعر لا يُعدّ العامل الحاسم الوحيد. لكن، من المرجح أن تُعتبر هذه الخطوة محفّزًا لاستكشاف تطبيقات أوسع لـ"كلود" في القطاع العام. إجمالًا، يعكس هذا التحرك تحوّلًا ملحوظًا في كيفية تفاعل الشركات الناشئة مع المؤسسات الحكومية، حيث تُستخدم العروض التسويقية الذكية كوسيلة لبناء شراكات استراتيجية، لا مجرد صفقات تجارية. وربما يُعدّ هذا النموذج بداية لمرحلة جديدة من التعاون بين القطاع الخاص والحكومات في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي.