مؤشر ناسداك ينخفض للمرة الثانية على التوالي مع تزايد مخاوف مستثمري التكنولوجيا من تطورات الذكاء الاصطناعي
تراجعت أسهم التكنولوجيا مرة أخرى في بورصة وول ستريت، مُسجّلة خسارة يومية جديدة، حيث هزّت مخاوف متزايدة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي قطاع الاستثمار في الأسهم التقنية. وسجل مؤشر ناسداك المركب انخفاضًا نسبته 2.2% على مدار يومين، ما يُعدّ أسوأ تراجع في فترة قصيرة منذ 1 أغسطس الماضي، ويعكس تحوّلًا ملحوظًا في نظرة المستثمرين تجاه قطاع التكنولوجيا الذي كان يُعدّ من أبرز المحركات للسوق خلال الأشهر الماضية. الارتفاعات الكبيرة التي شهدتها أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى في الأشهر الماضية، خصوصًا تلك المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، كانت مدعومة بآمال كبيرة في تحوّل جذري في الصناعة، وزيادة الإيرادات من خدمات الذكاء الاصطناعي. لكن مع تقدم التطورات، بدأت تظهر مخاوف من تفاقم التكاليف، وصعوبة تحقيق عوائد ملموسة، فضلًا عن تزايد المنافسة بين الشركات الكبرى مثل أبل، ومايكروسوفت، وجوجل، ونتفليكس، وآخرين، في سباق للاستحواذ على ميزة تكنولوجية. هذا التوتر أدى إلى تقلبات في أسعار الأسهم، حيث سجّلت بعض الشركات الكبرى تراجعات حادة. فعلى سبيل المثال، انخفضت أسهم شركات مثل نيفيديا، التي كانت رمزًا لحركة الذكاء الاصطناعي، في ظل توقعات بأن نمو المبيعات قد يتباطأ، بينما بدأت بعض المحللين في إعادة تقييم توقعاتهم المالية للفترة المقبلة. ورغم أن التصريحات الرسمية من قيادات هذه الشركات ما زالت متفائلة، إلا أن تراجع المعنويات بين المستثمرين بدأ يُظهر علامات قلق حيال "الانفجار" الذي يُفترض أن يُحدثه الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد. إضافة إلى ذلك، تزايدت المخاوف من تأثيرات اقتصادية أوسع، مثل ارتفاع تكاليف البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وزيادة استهلاك الطاقة، وصعوبة توظيف الكوادر الماهرة، ما يُضاعف الضغوط على الأرباح. كما أشارت بعض التقارير إلى أن بعض الشركات بدأت تُبطئ مشاريع الذكاء الاصطناعي بسبب صعوبة ترجمة الابتكارات إلى دخل حقيقي. في المقابل، لا تزال التوقعات طويلة المدى حول الذكاء الاصطناعي قوية، ويؤكد خبراء اقتصاديون أن التصحيح الحالي قد يكون مؤقتًا، وجزءًا طبيعيًا من دورة السوق بعد فترات ارتفاع حادة. لكنه يُظهر أيضًا أن المستثمرين بدأوا ينتقلون من التفاؤل المطلق إلى تقييم أكثر واقعية للفرص والمخاطر المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة. في النهاية، يُعدّ هذا التراجع مؤشرًا على أن سوق الأسهم لا يزال حساسًا لتغيرات في التوقعات، حتى في قطاعات تُعتبر مُحرّكة للنمو. وربما يُعدّ هذا التصحيح فرصة لاستقرار السوق، وتحديث التقييمات بناءً على أداء حقيقي، وليس على مفاهيم واعدة فقط.