الذكاء الاصطناعي يصمم نانوبوديًا جديدة لمواجهة متغيرات فيروس كورونا
أعلن فريق بحثي متعدد التخصصات عن إنشاء "مختبر الافتراضي" (Virtual Lab)، وهو مشروع مبتكر يدمج بين الذكاء الاصطناعي وعلماء البشر لإجراء أبحاث علمية معقدة ومتعددة التخصصات. يُعتبر هذا المختبر أول نموذج لتعاون بين نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) والإنسان، حيث يُستخدم نموذج لغة كبير كرئيس للفريق البحثي، ويدعمه مجموعة من النماذج الأخرى كعلماء مساعدين، بينما يوفر الباحث البشري تغذية راجعة عامة. تم تطبيق هذا النظام في تصميم جزيئات "النانوبيديات" (nanobodies)، وهي جزيئات صغيرة تشبه الأجسام المضادة يمكن استخدامها لتحديد وتثبيط فيروس SARS-CoV-2. وخلال عملية البحث، أنتج المختبر 92 نانوبيديًا جديدًا، وتم اختبارها تجريبيًا. ووجدت النتائج أن بعض هذه النانوبيديات تتمتع بقدرات قوية على الارتباط مع البروتين الشوكي للفيروس، حتى مع تطوره إلى سلالات جديدة مثل JN.1 وKP.3. وأظهرت النتائج أن نانوبيديين من بين هذه القائمة تمتلك قدرة أفضل على الارتباط مع السلالات الحديثة، مع الحفاظ على قدرتها على الارتباط مع السلالة الأصلية للفيروس. هذا يفتح آفاقًا جديدة لتطوير علاجات فعالة ضد التغيرات الجينية للفيروس، ويعكس قدرة نماذج الذكاء الاصطناعي على دعم الأبحاث العلمية بشكل مبتكر. يُعد "مختبر الافتراضي" مثالًا على كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتجاوز دوره التقليدي في الإجابة على أسئلة علمية محددة، ليمثل أداة فاعلة في إجراء أبحاث مفتوحة ومتعددة التخصصات. هذا المشروع يُظهر إمكانية تطوير تقنيات مبتكرة بسرعة، مما يُساهم في تحسين فهم الأمراض وتطوير العلاجات. الباحثون المشاركون في هذا المشروع من جامعة ستانفورد ومركز تشان زوكربيرغ للبيولوجيا (Chan Zuckerberg Biohub)، وهم: كايل سوانسون، جيمس زو، ويسلي وو، ناش بولاونغ، وجون بيك. ويعمل الفريق على تطوير أدوات ذكاء اصطناعي تُستخدم في مجالات الطب والعلوم الحيوية بشكل واسع. يُعد هذا البحث مساهمة مميزة في مجال التكنولوجيا الحيوية، حيث يظهر كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُعزز من قدرة الباحثين على مواجهة التحديات العلمية المعقدة، مثل التطور السريع لفيروس كورونا. كما يفتح المجال لمستقبل أبحاث أكثر تعاونًا بين البشر والذكاء الاصطناعي، مما يُسهم في تسريع التطورات العلمية وتحقيق نتائج ملموسة في العالم الحقيقي.