مايكروسوفت تُنفق 30 مليار دولار في الربع المالي الحالي بفضل عوائد استثمارات الذكاء الاصطناعي المتنامية

أعلنت مايكروسوفت عن توقعات بإنفاق قياسي يبلغ 30 مليار دولار خلال الربع المالي الأول من هذا العام، وذلك في أعقاب نتائج مالية قوية ساهمت فيها مبيعات منصة "أزور" السحابية، التي أظهرت نموًا ملحوظًا بفضل التوسع الكبير في استثماراتها في الذكاء الاصطناعي. وتعكس هذه الأرقام التزام الشركة العملاق بدفع عجلة الابتكار التكنولوجي، حيث أصبحت استثماراتها في الذكاء الاصطناعي تُثمر نتائج ملموسة في الأداء المالي. وشهدت منصة "أزور" نموًا متسارعًا في الطلب، خصوصًا من الشركات التي تسعى إلى دمج الذكاء الاصطناعي في عملياتها اليومية، سواء في تحسين كفاءة الخدمات، أو تطوير تطبيقات ذكية، أو تحليل كميات ضخمة من البيانات. وساهمت هذه الديناميكية في دفع مبيعات قطاع الحوسبة السحابية، الذي يُعدّ من أبرز مصادر الدخل للشركة، إلى مستويات قياسية. وأشارت مايكروسوفت إلى أن هذه الإنفاق الضخم يشمل بناء مراكز بيانات جديدة، وتوسيع البنية التحتية التقنية، وتطوير أجهزة مخصصة لدعم مهام الذكاء الاصطناعي، مثل معالجات "إتش بي إس" التي تم تطويرها خصيصًا لتحسين أداء النماذج الكبيرة. كما تشمل التحولات في البنية التحتية استثمارات في الطاقة النظيفة، لضمان استدامة هذه العمليات المكثفة من حيث استهلاك الطاقة. النتائج تأتي في وقت تتسارع فيه المنافسة بين الشركات الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى مايكروسوفت إلى الحفاظ على تفوقها في السوق، خاصة بعد شراكتها الاستراتيجية مع شركة "OpenAI"، التي ساهمت في دفع تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة مثل "جيميني" و"إتش تي بي 4". وتعتبر هذه الشراكة حجر الزاوية في استراتيجية مايكروسوفت لدمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها، من بينها "وورد" و"إكسيل" و"أوفيس"، إلى جانب خدماتها السحابية. من جهتها، أشادت المحللون بالتقدم الذي تحققه الشركة، مشيرين إلى أن النمو في مبيعات أزور يعكس تحولًا استراتيجيًا في السوق، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي عنصرًا لا غنى عنه في البنية التحتية الرقمية للشركات. كما يُنظر إلى الإنفاق الكبير على البنية التحتية كاستثمار طويل الأجل، يهدف إلى تعزيز القدرة التنافسية والابتكار المستمر. في المقابل، تُعد هذه التوقعات تحديًا ماليًا وتقنيًا، إذ يتطلب التوسع في البنية التحتية إدارة دقيقة للموارد، وضمان كفاءة الطاقة، وتحقيق عائد جيد على الاستثمار. لكن مايكروسوفت تبدو متفائلة، حيث ترى أن التكاليف الحالية ستجني ثمارها في المستقبل القريب، خصوصًا مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في القطاعات المختلفة، من الرعاية الصحية إلى الخدمات المالية. بشكل عام، تُظهر هذه الخطوة التزام مايكروسوفت بقيادة الثورة الرقمية، وتحويل استثماراتها في الذكاء الاصطناعي إلى مصادر مستدامة للنمو والابتكار، مما يعزز موقعها كرائدة في عصر التحول التكنولوجي المتسارع.