HyperAIHyperAI
Back to Headlines

التكاليف الكامنة للذكاء الاصطناعي: كيف كشفت ورقة أكاديمية عن الظل البيئي لعُظم الشركات التقنية

منذ 14 أيام

في خطوة غير مسبوقة، كشفت جوجل مؤخرًا عن التكلفة البيئية الحقيقية لكل استفسار عبر نموذج الذكاء الاصطناعي جيميني، مُعلنة أن كل سؤال نصي متوسط يستهلك 0.24 وات ساعة من الكهرباء — ما يعادل تشغيل فرن ميكروويف لمدة ثانية واحدة، ويُنتج 0.03 غرام من ثاني أكسيد الكربون، ويحتاج إلى 0.26 ملليلتر من المياه (حوالي خمس قطرات) لتبريد الخوادم في مراكز البيانات. هذه البيانات الدقيقة، التي لم تُنشر من قبل، تُعدّ تحوّلًا جذريًا في شفافية قطاع التكنولوجيا، الذي كان يُعتبر استهلاك الطاقة مجرد مقياس داخلي، لا علاقة له بالشفافية العامة. البداية الحقيقية لهذا التحول تعود إلى دراسة أكاديمية نُشرت عام 2019 من قبل إيميا ستروبيل، باحثة في مرحلة الدكتوراه، والتي كشفت أن تدريب نموذج ذكاء اصطناعي حديث قد يُطلق انبعاثات كربونية تُعادل ما يُنتج من خمسة سيارات على مدى حياتها بأكملها. ركّزت دراستها على نموذج "ترانسفورمر" الذي أصبح أساس كل نماذج مثل جي بي تي، وبيّنت أن التكرار المستمر لدورة التدريب — ما وصل إلى 4789 مرة خلال ستة أشهر — هو ما يُسبب استهلاك الطاقة الهائل. هذه الدراسة، رغم أنها لم تكن مقصودة كفضيحة، أحدثت صدمة في العالم التكنولوجي، وحوّلت مفهوم "الكفاءة الحاسوبية" إلى مفهوم بيئي ملموس. لكنها لم تُحدث تغييرًا فوريًا. في عام 2020، توسّعت الأزمة مع ورقة بحثية مثيرة للجدل كتبها تيمنيت جيبرو، عالمة أخلاق الذكاء الاصطناعي في جوجل، مع إيميلي بندر وميرغريت ميتشل، بعنوان "مخاطر الطيور العشوائية: هل يمكن أن تكون نماذج اللغة كبيرة جدًا؟". استندت الورقة إلى حسابات ستروبيل، وحذّرت من أن نموذجًا ضخمًا ليس فقط يُشكّل خطرًا اجتماعيًا، بل يُعدّ بيئيًا غير مستدام، ويُعمّق الفجوة بين الشركات الكبرى والباحثين الصغار. ردّ جوجل كان قاسيًا: طلبت من جيبرو سحب الورقة أو إزالة اسم الشركة من بحثها. رفضت. وعقب أيام، تم قطع بريدها الإلكتروني، وانفجرت أزمة مهنية ومجتمعية عالمية. تصدّر هاشتاغ #ISupportTimnit و#BelieveBlackWomen، وانضم أكثر من 1400 موظف في جوجل إلى رسالة مفتوحة تطالب بالعدالة. في المقابل، أعاد ديف باترسون، عالم جوجل، صياغة النص في مقال بلوغ عام 2022، زاعمًا أن حسابات ستروبيل مبالغ فيها بنسبة 88 مرة، مبررًا ذلك بتطور وحدات معالجة التنسور (TPU) وتحسين كفاءة الشبكات والطاقة المتجددة. لكن هذه المزاعم لم تُقنع الجميع. الآن، مع الكشف الجديد من جوجل، تظهر أرقام حقيقية: 58% من الطاقة تُستهلك في وحدات TPU، و25% في المعالجات والذاكرة، و10% في الأنظمة الاحتياطية، و8% في التبريد. الأهم، أن هناك تحسنًا ملموسًا: تحسن كفاءة الاستخدام 33 مرة، وتقليل الانبعاثات 44 مرة خلال سنة واحدة. لكن التحديات ما زالت قائمة. يشير نقاد إلى ضرورة تضمين تحليلات موضعية للانبعاثات (مثلاً: هل الاستفسار يُعالج في منطقة تعتمد على الفحم أم الطاقة الشمسية؟) وحساب الكربون المُدمج في تصنيع الأجهزة وسلسلة التوريد. الكشف الجديد ليس مجرد تقرير شفافية، بل فرصة تاريخية لبناء نظام رقابة مشتركة بين الباحثين، ووسائل الإعلام، والحكومات، لأن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة — بل شريك في صياغة مستقبل البشرية. والشفافية، مثل الدقة التقنية، أصبحت مطلبًا أخلاقيًا وضروريًا.

Related Links

التكاليف الكامنة للذكاء الاصطناعي: كيف كشفت ورقة أكاديمية عن الظل البيئي لعُظم الشركات التقنية | العناوين الرئيسية | HyperAI