أسهم ميتا ترتفع 11% بعد تفوق مبيعات الإعلانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي على التكاليف الرأسمالية الكبيرة
أعلنت شركة ميتا، المالكة لفيسبوك وإنستغرام، عن توقعات بزيادة إيراداتها في الربع الثالث من العام بأكثر من التوقعات المسبقة للخبراء، مدعومة بقوة النمو في قطاع الإعلانات الذي شهد تطورًا ملحوظًا بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي. وارتفعت أسهم الشركة بنسبة 11% في جلسة التداول الممتدة بعد الإعلان، ما يعكس تفاؤل المستثمرين بقدرة الشركة على التغلب على التحديات المالية الكبيرة التي تواجهها. وأشارت ميتا إلى أن توظيف الذكاء الاصطناعي في تحسين دقة استهداف الإعلانات وتعزيز كفاءة التسويق الرقمي كان عاملاً محورياً في دفع نمو الإيرادات. حيث تمكّنت المنصات من تقديم إعلانات أكثر تخصيصاً وملاءمة لسلوك المستخدمين، ما أدى إلى زيادة جاذبية الحملات الإعلانية للمعلنين وارتفاع متوسط الإنفاق على الإعلانات. على الرغم من النتائج القوية في الإيرادات، أبدت الشركة قلقاً متزايداً بشأن التكاليف الكبيرة المرتبطة بتطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، والتي تشمل استثمارات ضخمة في مراكز بيانات وبنية تحتية حاسوبية متقدمة. ومع ذلك، أشارت ميتا إلى أن هذه التكاليف، رغم ارتفاعها، لا تزال ضمن نطاق التوقعات، وتعتبر استثماراً استراتيجياً لضمان الريادة في المستقبل. يأتي هذا التطور في سياق تزايد التحول الرقمي في عالم الإعلانات، حيث تسعى الشركات الكبرى إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء وزيادة العائد على الاستثمار. وتُعد ميتا من أوائل الشركات التي استخدمت هذه التقنية على نطاق واسع في منصاتها، ما يمنحها ميزة تنافسية واضحة أمام منافسيها. وقد لعبت ميتا دوراً محورياً في تطوير أدوات ذكاء اصطناعي مخصصة لتحسين تجربة المستخدم وزيادة التفاعل مع المحتوى، ما ينعكس إيجاباً على جاذبية المنصات للمعلنين. ورغم التحديات المتعلقة بالتنظيم والخصوصية، تواصل الشركة تطوير حلول توازن بين الابتكار وحماية بيانات المستخدمين. في ظل هذه الديناميكيات، يُنظر إلى ميتا على أنها نموذج يُحتذى به في كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في الأعمال التجارية الكبرى، حيث تُظهر أن الابتكار التكنولوجي يمكن أن يُسهم في دفع النمو المالي حتى في ظل تكاليف استثمارية مرتفعة. ويعكس ارتفاع الأسهم في جلسة التداول الممتدة ثقة السوق في رؤية الشركة واستراتيجيتها طويلة الأمد. بالتالي، تُظهر هذه النتائج أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية، بل أصبح عاملاً حاسماً في تحديد مصير الشركات الكبرى في عصر الاقتصاد الرقمي، ويفتح آفاقاً جديدة لنمو الإيرادات وتحسين الكفاءة التشغيلية.